ركز صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة لدى افتتاحه الملتقى الأول للتراث العمراني والوطني تحت شعار (التراث العمراني من الاندثار إلى الاستثمار) في جدة البارحة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس الملتقى، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، على ضرورة الحفاظ على التراث والهوية والشخصية في المدن باعتبارها تعكس صورة الإنسان الذي يقطنها. ودعا أمير منطقة مكةالمكرمة أمناء المدن في العاصمة المقدسة، جدة، والطائف، إلى إبراز شخصية الإنسان السعودي العربي المسلم في الطراز العمراني للمدينة، مطالبا رجال الأعمال وأصحاب الشركات الذين يشيدون المنشآت العمرانية الكبيرة؛ سواء التجارية أو السكنية بالمحافظة على الطراز الإسلامي في المدن. وأوضح الأمير خالد الفيصل أن أهمية الحفاظ على الشخصية والهوية في الطراز المعماري تنبع من انعكاس الصورة على الحاج والمعتمر القادم إلى المملكة، مضيفا «فيجب أن يشعر عندما يصل إلى هنا أنه في بلاد قبلة المسلمين، ومركز العالم الإسلامي كونها أرض مولد الهدى والرسالة السماوية». وأثنى أمير منطقة مكةالمكرمة على الإنجازات الكبيرة التي تحققت للسياحة والتراث في المملكة إثر عمل نشط ومستمر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. وختم الأمير خالد الفيصل «لنا معكم موعد على طريق البناء والتعمير الذي يقوده سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، والله الموفق». من جهته، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة تنظر للتراث العمراني كاستثمار للمستقبل ومصدر دائم للاعتزاز. وشكر الأمير سلطان بن سلمان أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على دعمه الدائم والمتواصل واهتمامه بكل ما يهم الوطن والمواطن «ولتراثنا العمراني العزيز، كما أتوجه بالدعاء بالمغفرة لصاحب الأيادي البيضاء في كل خير، مؤسس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب المبادرات المبكرة نحو تراثنا العمراني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، سائلا الله أن يثيبه على ما عمله، وأن يبني له بيوتا في الجنة». وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة إن الملتقى الوطني الأول للتراث العمراني يحتفي ويعزز الصحوة الوطنية المباركة في المحافظة على التراث العمراني، وتطويره، واستثماره للمستقبل، معتبرا أن شعار الملتقى (التراث العمراني من الاندثار إلى الاستثمار) يعبر بشكل جميل عما يهدف إليه هذا الملتقى المهم. بدوره، أكد رئيس غرفة جدة للتجارة والصناعة صالح كامل اهتمام الغرفة والقطاع الخاص بدعم مشاريع التراث العمراني والمشاركة في تنظيم الملتقى، داعيا إلى التعاون مع مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار في عدد من المواقع التاريخية. فيما أوضح أمين مدينة جدة الدكتور هاني أبوراس أن محاور التنمية في منطقة مكةالمكرمة أخذت في الاعتبار جانب المحافظة على التراث العمراني والبعد الحضاري كأحد المحاور الأساسية للتنمية، مشيرا إلى أن الأمانة أسست بلدية مستقلة تتمثل في بلدية جدة التاريخية للمحافظة على التراث العمراني.