كان بودي أن أكتب شيئا عن موسم الحج هذا العام، فما تنقله الصحف من أخبار قطار المشاعر أو غيره من التنظيمات الجديدة يحفز على استطلاع الحقيقة ومعرفة مقدار ما حدث من فروق إن كانت ثمة فروق ولكن طالما أني لم أحج ولم أر بنفسي شيئا من تلك التفاصيل اليومية الكثيرة التي تتحدث عنها الصحف، فإني لا استطيع الكتابة وكل ما لدي من معلومات هو ما تنقله الصحف أو تردده أفواه الحجاج. ومع ذلك، فإن هناك ما يمكنني الحديث عنه بشأن الحج وأنا مطمئنة إلى صدقه، هو ما شاهدته مسجلا بكاميرات الصحف وعلى شاشات الفضائيات، وأعني به مشهد الأطفال الصغار محمولين على أكتاف آبائهم يتجولون بهم في المشاعر وفي المطاف والمسعى والأسواق. هذا المشهد رأيت فيه تعذيبا ومشقة للصغار الذين لم يبلغوا الحلم ولم يفرض عليهم الحج بعد، ولم أر فيه جمالا ولا تدينا كما تصفه بعض وسائل الإعلام! أمر اصطحاب الأطفال إلى الحج سبق الحديث عنه هنا وفي أماكن أخرى في أوقات ماضية، إلا أنه إلى الآن لم يلق انتباها من وزارة الحج، ولم تعن بأن تضعه موضع الدرس سعيا وراء اتخاذ إجراء بشأن تقنين اصطحاب الأطفال إلى الحج. من المتوقع أن منع اصطحاب الأطفال إلى الحج، سيضايق البعض من الحجاج وقد يثير غضبهم، فبعضهم يرى في اصطحاب الأطفال تربية دينية لهم وتثقيفا حول الشعائر الإسلامية، بعضهم يرى أن له أجر تحجيج الأطفال حتى وإن كانوا أصغر من سن التكليف، وبعضهم يطمع أن تمس أطفاله بركة المكان، كما أن كثيرين يصطحبون الأطفال لأنهم لا يجدون من يتركونهم عنده. ولكن أيا كان السبب، فإن تضرر الأطفال باصطحابهم إلى الحج أكبر مما قد يجلب من نفع وخير لهم أو لأهلهم فالأطفال أثناء الحج يتعرضون لأذى الزحام والضياع والحرارة وعدوى الأمراض وغير ذلك مما يتضمنه الحج من مشقة. فضلا عن أنهم يكلفون الدولة جهدا ومالا في علاجهم وفي الحفاظ عليهم من الضياع وتأمين سلامتهم، وإذا كان بعض الأهل يحتجون بأنهم لا يجدون من يتركون أطفالهم عنده أثناء أدائهم الفريضة، فإن ذلك يدخل ضمن عدم الاستطاعة لأداء الحج، وعليهم أن ينتظروا إلى أن يكبر الأطفال أو ييسر الله لهم من يتركوا أطفالهم عنده. إضافة إلى هذا، فإن اصطحاب الأطفال إلى الحج قبل أن يصلوا سن التكليف، هو عامل في مضاعفة الزحام، وإذا كانت المملكة الآن تنهج تحديد نسب الحجاج لأهميته في معالجة المشكلة، فإن تقنين اصطحاب الأطفال إلى الحج لا يقل أهمية عنه في معالجتها. أخيرا، هناك التوقع بأن يؤدي تقييد دخول الأطفال إلى مكة وقت الحج إلى تقليل مرات تكرار حج أهلهم الذين اعتادوا تكرار الحج مصطحبين أطفالهم، متى وجدوا أنفسهم مضطرين إلى ترك الأطفال والحج بدونهم. فاكس 4555382 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة