إن العالم كله يبحث عن إجابة لأسئلة المجتمعات الحائرة.. والباحثة عن أمل وحل لآلامها وأوجاعها.. بحثا عن ما يعزز حضورها ووجودها.. ويعطي للإنسان قيمة ومعنى حيث ينبغي أن تكون للإنسان قيمة ومعنى.. بحثا عن الحرية المغيبة.. وفريضة التفكير الغائبة. .. هناك اليوم تحول جذري وعميق في الذهنية الإنسانية وهو تحول يشكل انقلابا في الوعي الكوني بالكامل.. نتيجة أن وسائل العصر المتمثلة في التقنية ساهمت في جعل الشعوب ترى في وسائل هذا العصر وسائط نقل لأفكارها وآرائها ونمط تفكيرها. لم يعد العالم كبيرا.. ضاقت كل المسافات وسقطت كل المسلمات الثقافية والفكرية والسياسية وأصبح العالم حقا قرية كونية صغيرة بفعل وبفضل وسائل ووسائط التقنية التي هي اليوم تشكل عالم الإنسان كجزء من هويته وثقافته اليومية، ومن هنا فإن ما حدث من ثورات عربية.. في بعض الدول العربية ومن بحث عن التغيير في بعض الدول الغربية كان من خلال ثورة العقل.. وثورة المعرفة معا.. إذ لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض.. لكن ما يجعل المرء متخوفا وقلقا في آن هو صعود الايديولوجيات الأصولية المرتكزة على خطاب ديني متطرف يقوم على إلغاء كل ما عداه ومن يختلف معه.. والمطلوب هو صياغة حالة دينية منفتحة على العصر، مع حالة مدنية تتأسس من خلالها دولة المؤسسات المدنية. وهناك عالم.. سياسي واجتماعي وثقافي في لحظة كونية متحولة، وثمة سقوط لأفكار قامت عليها بعض الدول من خلال إدارة سياسية تقليدية لم يعد لها مكان في هذا العالم، ذلك أن الأجيال الجديدة الطالعة تختلف جذريا في أسلوب تفكيرها وفي نمط حياتها.. وهو ما يعطي أهمية بضرورة الالتفات لهذه الأجيال من حيث الاهتمام بها والرهان عليها في وضعية المجتمعات وما ينبغي أن تكون عليه في المستقبل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة