استطاع الأستاذ محمد بن عبد الكريم بكر، بجدارة أن يؤرخ لمدينة جدة ماضيا وحاضرا، مع إضاءة لبعض جوانب المستقبل وذلك من خلال مروياته عن عائلة «آل بكر» في كتاب بعنوان: عائلة جداوية ويكتسب هذا الكتاب أهمية خاصة، لأن المعلومات التي تضمنها كانت من مصادرها، إذ وفقني المولى عز وجل في الحصول عليها من بعض رموز العائلة الذين عاصرت بعضهم في سني أعمارهم الأخيرة، أو من أبناء أو أحفاد من رحل منهم قبل أن يشتد عودي، وقدر لي سبحانه أن أوثقها في هذا العمل الذي يحمل بين صفحاته ذكريات جميلة، وماضيا مشرفا، ومستقبلا مشرقا بإذن الله. وفي الحقيقة ما كان لهذا الكتاب أن يخرج إلى النور، لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم التعاون الكبير الذي وجدته من بعض الأخوة والأصدقاء الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في إعداد الكتاب. ولقد كانت المذكرات التي كتبها الوالد عبدالكريم بكر رحمه الله بخط يده نقطة الانطلاق التي مهدت لي الطريق كي أمضي قدما نحو إنجاز هذا العمل. ثم يتحدث في الفصل الأول عن «جدة في قلب التاريخ» فيقول: إن كان ثمة مدينة بوسعنا أن نطلق عليها عاصمة التاريخ، فهذه جدة العريقة المسكونة بعبق الماضي، معشوقة التاريخ وعاشقته القابعة في قلبه التي ظلت وفية له، مبقية على مساكنه التي يتلمس أهلها وزائروها مشاهده القديمة بين أحيائها العبقة بروح ماضيها الجميل، جدة التي شهدت بزوغ كوكبة من أهم أسر الوطن التي ولدت أجيالها في بيوت (العروس)، وأسهمت في إعلاء صرحها وتشكيل ملامحها عقدا وراء عقد من الزمان. جدة مدينة موغلة في القدم لما هناك من أدلة على استيطان قبيلة (قضاعة) لها في القرن الثاني قبل الميلاد، أي أن حياة تلك المدينة تعود جذورها إلى أكثر من اثنين وعشرين قرنا من الزمان، شهدت خلالها فيضا من الأحداث السياسية والاقتصادية في محيطها الجغرافي، كان أبرزها بزوغ فجر الإسلام وما صاحبه من نقلة كبرى في مكانة كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بوصفهما مركزي ثقل في خريطة العالم يومئذ. لكن نقطة التحول الكبرى في تاريخ ذلك الثغر على ساحل البحر الأحمر المعروف سابقا باسم بحر القلزم، جاءت عندما اختاره الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، مرفأ لأم القرى في السنة السادسة والعشرين من الهجرة النبوية (646م) بدلا من الشعيبة التي تبعد نحو تسعين كيلومترا جنوبجدة، ولعل من بين الأسباب التي دعت إلى ذلك الانتقال سهولة تضاريس الطريق بين مكةالمكرمةوجدة مقارنة بالشعيبة، وكذلك اختصار ما يقارب (14) كيلومترا من المسافة لمصلحة جدة. ثم يفرد من بعد هذا وذاك صفحات الكتاب للحديث عن عائلة «آل بكر». فتحية لما قدم للقارىء. آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الفرقان: (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا). وحديث: «المرء مع من أحب» .. شعر نابض: أنا ما عتبت على الصحاب فليس في الدنيا صحاب خرس ولكن قد تفاصحت الخواتم والثياب. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة