الكثير من الكتاب أصبح لجوؤهم للكتابة في الشبكة العنكبوتية أكثر منه في الكتب والصحف لأنها تعتبر مساحة أكثر حرية وإطلالة، ولكنها بطبيعة الأمر أكثر خطورة. فالكتاب من كثر هجره شكا وبكى خلف تلك المكاتب التي اجتاحتها الأتربة من بعد هجرها، وذلك أثر من آثار الثورات في الغزو الإلكتروني، وظاهرة تجتاح المجتمعات وتطغى عليها بشكل كبير ومخيف في الوقت نفسه. وأخص بالذكر الكتابات الإلكترونية، فقد أصبحت تلك الكتابات الآن في واقعنا تغزو الفكر بشكل كبير ومخيف لكثرة إقبالنا على الإنترنت أكثر من غيره. وخطورة ذلك تتمركز في إقبال صغار السن أو الذين هم في عمر المراهقة، فهم يعتبرون شباب هذا المستقبل ورجاله، أي أن المبتدئين في الأعمار اجتاحتهم هذه الظاهرة أكثر من كبار السن، وفي الغالب لا يتأثر كبار السن مثل الصغار لأن استيعاب عقولهم أقل نظرا لتثبت وترسخ معلومات عدة في سنوات طويلة في أذهانهم وتطور عقولهم بالقدر الكافي من العلم، ونظرا لتثبت عقولهم وترسخها على المبادئ والفكر الأكثر سلما لمدة من الزمن أطول. فهذه الظاهرة تجتاح صغار السن الذين هم جيل قادم للمجتمع، فعطاؤهم وتقدمهم هو عطاء للمجتمع ككل فإما يفيده أو يضره. ومقارنة بين الجيل القديم والحاضر نجد أن الفكر أصبح الآن يغزو الشعب ليس كما مضى بأن الشعب هو الذي يغزو ويسيطر ويتحكم بالفكر للأسف! فهذا يشكل خطرا كبيرا ومن سلبياته الواقعية تلك الخطط التي كان صداها ثورات نفذت من متصفح الإنترنت وشكلتها؛ فيس بوك، تويتر، وغيرها الكثير. فالإنترنت بشكل عام (عملة ذات وجهين) إما علم يفيد أو أنه للإفساد يزيد، هذه الجملة شتان بين طرفيها ولكن في جيلنا الحالي الفرق مجرد شعرة. إن غالب ما يكتب في الإنترنت ليست عليه رقابة وموافقة من وزارة الثقافة والإعلام تحدد صلاحية نشره أم لا، فالإنترنت يعطيك مطلق الحرية بشكل منفتح للكاتب والقارئ. دورنا هو الحرص على ما نقرأه ونكتبه، ولا نستسهل الأمر لأن آثاره كثيرة ربما لا تطرأ على بال الكاتب، فلا بد من الحرص أكثر وأكثر لأنه سيأتي وقت نسأل فيه عن قلمنا يوم القيامة، فتلك أمانة لدينا لا نخرب عقولا ولا نشتت مبادئ بل نصلح وننفع وننشر الفائدة، فلا بد ألا نتهاون بأن تلك الشبكة العنكبوتية ليست لديها رقابة، فهناك رقابة الله. أملنا هو أن نبتعد عن الأفكار الضارة ونحاول نشر العلم بالقلم.. ف«لا ضرر ولا ضرار». نوف الغامدي