لم يتجاوز عمره عشر سنوات ومع ذلك يسير بخطى واثقة وبأقدام غضة وخلفه مجموعة تزيد على مائتي حاج تركي، يرددون كلماته بين تلبية ودعاء واستغفار، هو الطفل أحمد أو «خوجة أحمد»، وهو يعني بالتركية «الشيخ أحمد». أحمد الفتى الصغير الذي يحفظ أجزاء كثيرة من كتاب الله قدم للحج للمرة الأولى بصحبة والديه وهو سعيد جدا بأداء الحج. يقول أحمد «الحالة هنا مختلفة بروحانيتها ونشعر بقيمة الإسلام وبعظمته ونحن بين جموع غفيرة من المسلمين والكل يرددون بصوت واحد، لبيك اللهم لبيك». يضيف «حلم بالنسبة لي القدوم لمكة المكرمة لأداء فريضة الحج والعمرة وزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، الكل سعيد بأداء الفريضة، أما أنا فأكثر سعادة كوني أصغر حاج في الحملة وأتشرف بقيادتهم». وتابع أحمد حديثه، «شجعني والدي على حفظ كثير من الأدعية وعلى طريقة الإلقاء أمام الناس مما جعلني أكثر شجاعة على قيادة الحجاج أثناء ذهابهم لمنى للمبيت والرجم». أحمد يمني النفس بأن يكون حافظا لكتاب الله وداعية ويقود الحملات القادمة من تركيا في الحج، ويعتبر ذلك شرفا عظيما لأي إنسان، مؤكدا أن قيادته للحملة ستظل في ذاكرته طيلة العمر. والد أحمد يقول، «وجدت من كل من في الحملة تشجيعا ودعما وتأييدا، بل إنهم يدعون مع ولدي ويرددون تلبيته ويطالبون بقيادته»، أحمد ووالده يتمنيان زيارة الأراضي المقدسة بشكل دائم، فهما يشعران هنا بالروحانية وقيمة وعظمة الإسلام.