يشتد حنين الناس في عسير كلما اقتربت مناسبة العيد لقضاء أيام العيد مع الأهل والأقارب في القرى وهي عادة بدأها كبار السن منذ عقود مضت وكادت تتلاشى ثم أخذت في العودة خلال السنوات الماضية. ويمتاز عيد قرى عسير بإحياء عادات التواصل الاجتماعي بين الأهل والأقارب والجيران ممن باعدتهم السنون بسبب الأعمال والدراسة في مناطق المملكة. وينجلي ذلك من خلال زيارات المنازل جميعها بعد صلاة العيد مباشرة ابتداء بكبار السن والمرضى وحتى آخر بيت في القرية. وأكد المواطن مفرح بن سعد العسيري أن العودة للقرى خاصة أيام العيد ظاهرة بدأت تتضح معالمها منذ سنوات وهي فكرة جميلة و طيبة. وقال : العيد في القرية له نكهة خاصة ومن أبرزها الفرحة الصادقة التي تعم أرجاء الريف والزيارات والأكلات والألعاب الشعبية والاستماع بكل شوق إلى الاستماع لحديث كبار السن من القصص والحكايات وهم ينقلونها ممن سبقهم من الآباء والأجداد إضافة إلى خبرات السنين التي تعد دروسا مهمة ومجانية للجيل الجديد. وأوضح المواطن حسين الأحمري أن الأمطار المتواصلة التي شهدتها منطقة عسير منذ شهرين ولا زالت تهطل هذه الأيام بفضل الله قد أغرت الكثير من سكان المدن في عسير إلى قضاء إجازاتهم في قراهم التي تحولت إلى ربيع اخضر. وبين أن العيد في القرى يعود بالإنسان إلى حنين الماضي ويجدد في النفوس النشاط وإحياء العادات وفي مقدمتها استغلال أيام العيد في صلة الأرحام وزيارة الأصدقاء والشكر والحمد لله على نعمه الكثيرة التي أفاء بها على بلادنا الحبيبة وفي مقدمتها الأمن والأمان ورغد العيش وهذا بفضل الله ثم اهتمام القيادة الرشيدة. ورأى المواطن إبراهيم آل مبارك أن القرى تتمتع بأجواء هادئة ولذلك فهي مناسبة لعودة الناس إليها ولربط أبنائهم من الجيل الحاضر بعادات طيبة كان عليها الآباء والأجداد ، مشيراً إلى أن القرى وجدت الاهتمام من أهلها خاصة المزارع التي تنتج الحبوب الواقعة في المرتفعات والتي تسقى بمياه الأمطار. وأشار إلى أن للقرى في عسير عادات خاصة في مناسبة العيد حيث يتم تهيئة المنازل من الداخل والخارج وإعداد الأكلات الشعبية ومن أبرزها العريكة والمبثوث والمشغوثة وغيرها لتقديمها للزوار ، وكان الناس قديما يقيمون بعض العرضات الشعبية ابتهاجا وفرحة بالعيد وتستمر ثلاثة أيام.