الإعلام الجديد، بدأ يهز ثبات رموز ومراجع، ونجوم المجتمع وهم من صنعهم الإعلام القديم، وضخمهم، وستر ضعفهم، وخواء فكر بعضهم، وحزبية آخرين، وهذه ظاهرة جديدة من ظواهر المجتمع في حالة التحول، وهي تقرأ في باب الظواهر، وقد يتولد عنها نسق جديد لرموز الحياة من الرجال والنساء المنصبين على أنهم رموز للدين، والأدب والثقافة والإبداع، والذين كانوا لزمن طويل فوق النقد، ثم وقعوا في فخ جماهيرية الإعلام الجديد، وهي جماهيرية تفاعلية، وليست متلقية، ولها تصرف حاد في القبول والرفض. هذا النوع من الإعلام يحول حياة الناس إلى جلسة عامة مفتوحة لتداول الخبر، والرأي والخاطرة كأنه سرادق كبير يلتئم فيه الناس حسب وقتهم المتاح، ولكنه يمس الحياة، ويلون السلوك بقوة طاغية، وأبرز هذا التلوين التغيير الذي بدأ يظهر في خطاب رموز الدين، والفن، والأدب والثقافة، لأنهم أحسوا بقوة بأنهم منجرفون في تيار النقد الموجه لهم بعد أن كانوا في حصن النخبة، وخضوع النخب والنجوم لهذا الإعلام الصريح يعني أنه لم يعد هناك مناص من التعامل معه، والخضوع لسطوته. أما من وجهة النظر المتخصصة الكلاسيكية القديمة، فهذا الإعلام الجديد مختلف كليا عن الإعلام القديم، ويعتريه شيء من عدم النضج وضعف المصداقية وتدني المهنية الصحفية (في وجهة نظر المهنيين القدامى) ولو أنه يستثنى من نقص المهنية عدد قليل من المواقع من الصحف الإلكترونية، تليها مواقع الصحف الورقية، وبعض المواقع الأدبية، وهذه المواقع التي استثنيها لا تخلق الحوار القوي الذي نراه في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي التي اكتسحت بكثرة عدد متابعيها، فلم يعد موقع شخصي، أو موقع مؤسسة يستقطب غير المهتمين به، (أما المدافعون عن الإعلام الجديد) فيرون عدم مهنيته جزء من طبيعته. اليوم يبدو أن أكثر اختلاط الناس دون تمييز، أو ترتيب يكون في مواقع التواصل الاجتماعي، وهم في هذه المواقع المفتوحة يتابعون أسماء معينة، ويتحاورون بشكل جيد مما يجعل مواقع التواصل الاجتماعي تكاد تكون هي الوجهة الأولى للإعلام الجديد، ولسرعة المعلومة والرأي والنقاش، حيث تحقق بعض الأسماء الكبيرة ذات النجومية استقطاب الآلاف من المتابعين الحريصين على المشاركة لتشكيل رأي حول قضية بعينها، أو حول مصداقية الشخص نفسه، فليس كل جمهور لرجل مشهور هم جمهور مساند، فبعضهم يأتي معارضا له، ورافضا لما يقول. هذا الإعلام بدأ يهز مواقع بعض الرموز في تحول سنشهد نتائجه في وقت سريع، لأن تشكل الرأي في هذه المواقع يحدث سريعا جدا ويستجيب للفكر المتجدد الذي ينهي التعبئة باتجاه واحد كما كان يحدث في الإعلام القديم سواء مع أو ضد، وقد رأينا بعض الرموز غير مصدق حالة النقد التي توجه له خارج حصن عزلته، وأتباعه. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة