اختلفت نخبة الأدباء، ومن زعموا الأدب في نادي الباحة الأدبي اختلافا فكريا، وفورا «حلحل» معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة المشكلة بطريقة البتر العاجل، بناء على توصية لجنة شكلها، واللجنة ركزت على الحوار اللفظي، ولم تركز على أساس القضايا المستعصية التي تعصف بأدباء النخبة في كل الأندية الأدبية، مع أن قضية نادي الباحة الأدبي هي رأس جبل الثلج التي رأيناها، فقضايا كثيرة في الأندية الأدبية لملمت، أو أنها تلملم، وبقيت قضايا خافية وكلها تلت تشكيل مجالس إداراتها الأولى، وتجديد بعضها قبل أسابيع، وهي في الغالب قضايا مصالح متقابلة، بعضهم يلبسها لبوس التقاليد المتشددة لينتصر، وبعضهم يزعم بانفتاح مبالغ فيه ليصير نجما للتنوير المطلوب، وبعضهم يبتعد من النادي برفض كل مشاريعه لأن النجومية لمن له النجومية في النادي، وكون بعض أعضاء هذه المجالس لم يستوعب بعد قبول الرأي الآخر المختلف، فالصراع، حسب علمي، في كل ناد أدبي من أندية المملكة، يشبه ما يحدث في المجالس البلدية، حيث ترفع عصا التقاليد الغليظة ملبسة بزخرف الدين البريء منها لضرب المخالف. الصراع كما أشرت يحثه عاملان، المصالح، والتغيرات الحضرية التي فرضت التحولات في الفكر، والاجتهاد، والتحولات تغير مركز المصالح نحو الأفضل، فتميد الأرض الثقافية عن فكر لصالح فكر، فيبدأ الصراع الذي لا يقبل التعايش. كلنا نعرف أن اختلافنا بما نضفيه على أنفسنا من تقاليد، وليس اختلافنا بين كفرنا، وإيماننا، ولم نصنف أنفسنا في الثقافة إلى كفرة، ومسلمين، بل سيس الموضوع لمصطلح أدب إسلامي، وأدب غير إسلامي!؟ وهذا كان «تسيسا» قصد منه إغلاق أفق الثقافة، وتوجيهها مقابل ما فعله اليسار العربي من إغلاق في صالح سياساته النفعية، وهذا كله أمر انتهى إلى قسمة ما لا ينقسم، من جسم الأدب والفكر العام ليثير البلبلة. أعود للأندية التي يفترض أنها بيد النخب، والتي فرت منها النخب تاركة الصراع لأهله، أعود لصراعها الذي نسمعه على فتات المصالح، فكلنا نعرف أن صحفيا مبتدئا في جريدة يستلم راتبا يفوق ما يستلمه من يعمل في النادي الأدبي، ونعرف أن مشاهير النخبة الثقافية ممن يشغلون الوسط الثقافي عملا وإبداعا من الكبار، لم يقيموا طويلا في ناد أدبي حتى لو أنهم مروا منه، فقاعدة الحياة أنك أمام خيارين اثنين: إما أن تنشغل بعملك، أو أن تنشغل بالخصام مع الناس، ولا يعمل من ديدنه الخصام، ولا يخاصم من طبعه الانكباب على عمله. لست ضد خلاف الرأي بأي حال، فخلاف الرأي ينور الرأيين، ولكن عندما يتجاوز الأمر إلى الإعفاء بسبب سوء التصرف، فنحن نربأ بأدباء النخبة عن هذا، ونتمنى أن يعود الكبار من قادة الفكر لقيادة الأندية الأدبية من جديد. [email protected] [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة