أكد وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي في كلمته، في الحفل السنوي المنظم لضيوف الرحمن من أمراء وزعماء وقادة ومسؤولين وعلماء وأعلام الأمة الإسلامية في مكةالمكرمة أمس، أن سياسة المملكة متزنة رشيدة تدعو لكل ما فيه الخير والصلاح والإصلاح لإيمانها بأن العالم بأسره بحاجة إلى التعاون والتضافر. وفي ما يلي نص الكلمة: سيدي نائب خادم الحرمين الشريفين، حفظكم الله، أود في بداية كلمتي هذه المقتضبة أن أرفع لمقامكم الكريم تهاني الخالصة وتهاني رؤساء بعثات الحج لهذا العام 1432ه، الذين حملوني تحياتهم الحارة ومشاعرهم الصادقة وتمنياتهم ودعاءهم إلى العلي العظيم أن ينعم عليكم بدوام الصحة ويسدد كل أعمالكم لما فيه خير المملكة العربية السعودية وخير الأمة الإسلامية قاطبة. كما حملوني أن أرفع تعازيهم لمقامكم الكريم في فقيد الوطن والمسلمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود .. سائلين رب العزة والجلال أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يثيبه على ما قدم من أياد بيضاء لمصلحة الوطن والمواطن ولمصلحة الإسلام والمسلمين، وأن يجعل كل ذلك في ميزان حسناته. كما يثمنون عاليا الجهود الخيرة في ميادين الخدمات من أجل ضيوف الرحمن التي يبدأ عادة التخطيط لها مبكرا في أعقاب انتهاء أعمال موسم الحج استعدادا لموسم جديد وذلك وفق توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة وإشراف منتظمين من قبل سموكم الذي يدعون له بالتوفيق والنجاح وأن تكونوا خير عضد لمن منحكم هذه الثقة المستحقة باقتدار. وفي هذا السياق فقد سبق أن أوضح خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، في كلمته الضافية بمجلس الشورى الموقر وذلك في مستهل افتتاح السنة الثالثة من الدورة الخامسة بتاريخ السابع والعشرين من شهر شوال 1432ه، كل ما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية ومن ضمن ذلك موضوع الحوار، بأنه على يقين بأن الحوار بين الحضارات وأتباع الديانات هو السبيل الأمثل لتفويت الفرصة على العديد من الدعوات المتطرفة التي تخرج من مجموعات منتشرة في العديد من دول العالم باسم الدين تارة، وباسم العرق تارة أخرى، هدفها الرئيس هو تسميم العلاقات بين الشعوب والحكومات، وتقويض المشاركة الإنسانية في الحفاظ على الحضارات والتواصل بين أتباعها، وتحويلها إلى صدامات وحروب أنهكت العالم لقرون عديدة، في الوقت الذي تؤمنون فيه بأن ما يجمع الغالبية العظمى من شعوب العالم هو أكثر مما يختلفون عليه. وأختم كلمتي الموجزة هذه بالإشارة إلى أن السياسة السعودية كانت وما تزال منذ عهد المؤسس والدكم العظيم جلالة الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، سياسة متزنة رشيدة تدعو لكل ما فيه الخير والصلاح والإصلاح لهذه البلاد ولجميع الدول الشقيقة والصديقة لإيمانها المطلق أن العالم بأسره يحتاج إلى التعاون وإلى تضافر الجهود من أجل حياة آمنة مستقرة تساعد على الانطلاق في آفاق التنمية والتطوير لمصلحة الإنسان في كل مكان.