شغل الرأي العام الصيني أخيرا بحادثة صورتها كاميرا مراقبة لطفلة صغيرة تعرضت للصدم من قبل سيارة وبقيت على الأرض غارقة في دمها لحوالى نصف ساعة والناس يمرون بجوارها ولا يتوقفون حتى لسحبها عن الطريق حتى جاءت جامعة قمامة وأبعدتها عن الطريق ثم جاءت أمها وحملتها، وتوفيت الفتاة لاحقا وكان يمكن إنقاذها لو نقلت مباشرة للمستشفى، فصارت الحادثة موضوعا لمراجعة ونقد الثقافة الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع الصيني وطغيان الأنانية واللامبالاة، بينما هذه الحادثة ما كان يمكن أن تحدث في بلد كفرنسا، حيث هناك قانون يفرض عقوبة مشددة على من لا يقدم المساعدة الضرورية للإنسان المحتاج للمساعدة في الحالات الطارئة، وهذا خلق ثقافة اجتماعية عامة صار فيها مد يد المساعدة في حالات الضرورة نمط سائد وثقافة اجتماعية وليس فقط خوفا من العقوبة. وأعتقد أنه يتوجب سن قانون مماثل لدينا. فللأسف يسود لدينا اعتقاد بأن من يسعف مصابا سواء بحادث مرور أو اعتداء سيتعرض للاتهام بأنه المسؤول عنه ويوضع في الحجز حتى يمكنه إثبات براءته، وفي حالات العنف المنزلي يخافون إن بلغوا أن يتهموا بالتدخل في الخصوصيات العائلية وإزعاج السلطات، وكل قصص تعذيب الأطفال حتى الموت كان المحيطون بالعائلة يعرفون حسب مقابلات الصحافة معهم لكنهم لم يبلغوا لأنهم لا يعرفون أنه من الواجب عليهم التبليغ، ومن المؤسف أن النمط السائد لدينا هو اللامبالاة بتقديم المساعدة للناس في حالات الطوارئ وكثيرون يكتفون بالفرجة والتصوير بجولاتهم سواء في الحوادث الفردية أو الجماعية كالسيول، ولهذا يتوجب القيام بحملة لتشجيع المواطنين وطمأنتهم بأنهم إن قدموا المساعدة لن ينظر إليهم كمتهمين حتى تثبت براءتهم إنما كأبطال أنقذوا الأرواح. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة