لماذا هناك قنوات في الصين وروسيا وتركيا والعالم العربي مخصصة للأفلام الهندية والأمريكية، بينما الانتاجات العربية لا يكاد يوجد لها جمهور يذكر حتى في العالم العربي؟ والجواب واضح لكل من يرى نوعية الانتاجات العربية سواء التلفزيونية أو السينمائية فهي تخلط بين مفهوم الفن الذي الأصل فيه أنه تصوير لحالة انفعالية عليا بجماليات فنية ونقلها للمشاهد وبين مفهوم الترفيه والذي لا يترفع عن شيء لإحداث إثارة حسية لدى المشاهد مهما كان مبتذلا وفجا ولهذا نرى الانتاجات العربية لا تتجاوز التهريج أو التصوير العديم العمق لمواقف درامية بليدة لا جمالية ولا فنية فيها وعدم مشاهدتها أفضل فهي لها أثر محبط نفسيا وعقليا وذوقيا، فالتصوير التمثيلي ليكون فنيا يجب أن يكون ملهما ومجسدا بجمالية حالة انفعالية عليا.. وخيالا وواقعا أكثر مثالية.. لكن المشكلة هي عندما يكون هناك فقر في الذائقة الفنية والانفعالية والمخزون الثقافي والمعرفي للقائمين على مجال الصناعة التمثيلية ويكون مفهومهم للانتاجات التمثيلية هو مجرد فبركة مشاهد، وكثير من العرب الذين يختلطون بالعالم الخارجي يتعرضون للسؤال المحرج من قبل الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا منصفين مع المسلمين ولا يحكموا عليهم من خلال أخبار الإرهاب ولا الصور السينمائية النمطية في السينما الغربية ويطلبون منهم أن يوصوا لهم بأفلام عربية يمكنها أن تعرفهم على الثقافة والشخصية العربية، وللأسف يخجل العربي من إفلاس المنتج الثقافي والتمثيلي العربي ولا يستطيع التوصية بشيء، وإن كانت الأجيال الجديدة مطالبة بالحفاظ على هويتها فيجب أن تخدم الثقافة التمثيلية هذه الغاية وبدل الاستثمار في أفلام التهريج والترفيه السوقي وفتح قنوات لاجترار إنتاجات الشرق والغرب ودبلجتها يجب الاستثمار في أعمال أصيلة تجسد مبدأ الفن الملهم. [email protected]