اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ونائب رئيس لجنة الحج العليا ورئيس لجنة الحج المركزية، ظاهرة الافتراش أهم سلبية موجودة في الحج حاليا باعتبارها تفرز سلبيات أخرى. وبين الأمير خالد الفيصل أن مشكلة الافتراش نتاج عدة أسباب؛ منها الحج دون ترخيص، وتسلل كثير من المقيمين، ومن غيرهم من سعوديين للحج «ويوجد اعتقاد عند بعض المسلمين في داخل المملكة ومن المقيمين منها أنه يجب عليهم الحج كل عام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الحج هو مرة في العمر وليس كل سنة». وقال أمير منطقة مكةالمكرمة إنه توجد في بعض الأحيان رغبة في مخالفة الأنظمة، إذ يعتبرها البعض مجرد تخطٍٍ للحواجز والالتفاف حول النقاط الموجودة لمواصلة الحجيج في هذه المزايا يتباهون بها «نرغب ونأمل تغيير هذه الثقافة، وأن يتمتع الإنسان المسلم بالانضباط الذي لا يتأتى إلا بالإيمان، إن الحج سلوك حضاري وليس شطارة وحيلة أو كسرا للأنظمة، هذه تحتاج إلى جهد كبير وسنوات عديدة قادمة». وأوضح الأمير خالد الفيصل أن ظاهرة الافتراش تتقلص كل عام ولكن بصورة قليلة وليست بالتي نرغبها، مؤملا أن يتم التحكم في السنوات المقبلة في المناطق للمشاعر المقدسة تحكما أكبر. وأكد رئيس لجنة الحج المركزية أن عملية توافد الحجاج إلى منى وتصعيدهم إلى عرفات كانت بمنتهى اليسر والسهولة، وأن جميع التقارير التي وصلت مطمئنة. وقال الأمير خالد الفيصل في تصريح إلى القناة الأولى السعودية البارحة، «الحمد لله كل الأمور طيبة وكل التقارير تشير إلى أن الحالة الصحية جيدة، والحالة الأمنية كذلك، وكل الأمور سارت وفق ما خطط لها، وأنجزت إنجازا حسنا، موضحا أن اختيار شعار (الحج عبادة وسلوك حضاري) تم بدقة». وأضاف أمير منطقة مكةالمكرمة «نحن متأكدون من سلامة هذا الشعار ولله الحمد، ونحن نعلم أن كل هؤلاء الحجاج الذين يأتون من بلادهم ويتحملون مشاق السفر ويصلون إلى هذه الأرض المباركة لأداء فريضة الحج يأتون للعبادة أولا وقبل كل شيء، هناك مختلف الثقافات، ومختلف العادات والتقاليد ولكن عندما يصلون إلى هذه الأرض، الثقافة تكون واحدة والتقاليد واحدة والأهداف واحدة وهي العبادة». وتحدث أمير منطقة مكةالمكرمة عن أن هذا السلوك هو أعلى وأرقى سلوك حضاري يعرفه الإنسان منذ بداية الخليقة، ومنذ أن فرض الله سبحانه الحج على المسلمين. وأفاد أمير منطقة مكةالمكرمة «هنا تجتمع الأفكار كلها، وتجتمع النوايا الحسنة والأخوة الإسلامية والصداقة والعون والمساعدة لكل من يحتاجها والتآخي والتضافر والتسامح، وهذا منذ أن نزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم، ومنذ الحج الأول في الإسلام، فالحمد لله على ذلك، فنحن نتوقع وننتظر من جميع المسلمين الذين يأتون إلى هذه الأرض أن يتمتعوا بهذا السلوك والنوايا، وأن يخلصوا توجههم إلى الله سبحانه تعالى ولعبادته». وثمن رئيس لجنة الحج المركزية دور رجال الأمن الذين يؤدون هذه المهمة الكبيرة في التحكم بالمنافذ، وهو عمل كبير وجبار، ولكنه يحتاج لإجراءات أخرى للتحكم بهذه المنافذ حتى لا يجد المتشاطر والمتذاكي الوسيلة والطريقة التي يتحايل فيها على المراكز الموجودة، مؤكدا نجاح حملة لا حج إلا بتصريح، بالقول «لا حج بدون تصريح أتت بثمارها، ويوجد كثير الذين حاولوا الحج بدون تصريح في العام الماضي، وهذا العام أعيدوا من حيث أتوا، ولكنها لا تكفي، لا بد من التحكم الكامل وسيطرة كاملة على جميع منافذ المشاعر المقدسة فلن تنجح الخطة». ورأى الأمير خالد الفيصل أنه لا حاجة لحملات باهظة التكلفة والفنادق الفخمة في المشاعر المقدسة، مشيرا إلى توفر حملات ذات تكلفة ميسرة لمن أراد الحج، مضيفا «فقد قرر هذا العام أن تكون أقل تكلفة 1200 ريال وهي ليست بتكلفة عالية»، مفيدا أن من أراد أن يدفع أكثر سيجد من يلبي طلبه ولكن لا ضرورة لأن تكون هذه الرحلة الإيمانية رحلة صرف، وأن تكون رحلة إيمانية وعبادة، وأن يراعي المقتدر مشاعر غير المقتدر. وعند سؤاله عن المشاريع المستقبلية في المشاعر المقدسة، قال أمير منطقة مكةالمكرمة «كما تعلم جميع الوزارات لها مشاريع في المشاعر المقدسة وفي مكة وكلها مستمرة ولله الحمد وستستمر في الأعوام القادمة، ولكن ما هو جديد في هذا العام هو موافقة خادم الحرمين على المشروع الكبير المتمثل في مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكة والمشاعر المقدسة، ويشمل دراسة كاملة لتطوير المشاريع في المشاعر المقدسة وفي مكةالمكرمة، وسيشمل الحركة والنقل وفتح شوارع جديدة واستخدام وسائل جديدة للنقل في مكةالمكرمة وتعزيز الوسائل الجديدة بالمشاعر المقدسة».