قرأت في «عكاظ» (الاقتصادية) خبرا عن قيام السلطات الأثيوبية بتجميد حسابات موجودة لديها لعدد من مكاتب الاستقدام السعودية، بسبب ورود شكوى من العمالة المنزلية عن سوء التعامل وعدم صرف الأجور والترحيل القسري قبل تصفية الحقوق المتأخرة! وكانت جهات الاختصاص في المملكة قد وسعت باب الاستقدام للعمالة المنزلية من عدة دول من بينها أثيوبيا بعد خلاف طال أمده مع السلطات الاندونيسية والفلبينية توقف على إثرها ورود العمالة من تلك الدولتين. ولكن هذا الخبر الجديد المتضمن ما اتخذته السلطات الاثيوبية من إجراءات ضد حسابات بعض مكاتب الاستقدام السعودية الأصل والمنشأ والولادة، يدل على أن هناك العديد من الأمور التي يجب أن تعالج من قبل جهات الاختصاص في المملكة، لأنه من غير المعقول أن تفتح باب الاستقدام من دول معينة ثم تدخل معها في مشكلات عمالية وحقوقية، لنغلق ذلك الباب ونفتح آخر لنعيد إغلاقه حتى لا تبقى دولة مستعدة للتعامل مع مكاتب الاستقدام المحلية ومع الكفلاء في هذا المجال، فليس من الحصافة أن نبرئ الكفلاء والمكاتب من كل عيب ونقص ونضع اللوم كله على رؤوس العمالة، لأن في ذلك تزكية للنفس وتهربا من الواقع، فإما أن تعالج المسألة بطريقة عادلة تضمن حق الكفلاء والعمالة المنزلية وعلى وجه الخصوص الخادمات والسائقين، وإما أن نعود إلى رشدنا ونخدم أنفسنا مثل بقية «أهل الأرض» ونتخلص من صداع العمالة المنزلية ومصائبها والمصائب المرتكبة ضدها مما تزخر به وسائل الإعلام المكتوبة، فلابد لنا أن نعطي الحق قبل أن نطالب به وأن نأخذ على يد الظالم من الكفلاء قبل أن يعاقب الظالم من العمالة المنزلية، وإلا نضع جميع الكفلاء في مرتبة واحدة على السواء ونحن نعلم أن الأمر ليس كذلك، فلا معالجة لهذه المسألة إلا إذا كانت شاملة عادلة موضوعية، فمن حق الكفلاء ضمان حقوقهم المادية والمعنوية ومن حق المكفولين ضمان تلك الحقوق !. لقد جاءت العمالة المنزلية إلى المملكة قبل نحو ربع قرن فلم يكن أحد يشكو من هروبها بهذا الشكل الموسع. فما هي الأسباب التي أدت إلى نشوء الهروب حتى اضطرت الجوازات إلى استخدام نظام البصمة للحد من عمليات الهروب ولكن بلا فائدة تذكر، لأن توضيح الأسباب الكامنة وراء نشوء الهروب ومعالجتها بقوة واهتمام قد تكون الوسيلة المثلى للحد من هذه المشكلة، كما أن سن قوانين تحمي الكفلاء من بغي العمالة المنزلية ومن بغيهم عليها يضمن تحقيق العدالة للطرفين على حد سواء، وإلا بقينا ندور في حلقة مفرغة وتدور لجاننا من دولة إلى دولة للبحث عن مصادر جديدة للعمالة المنزلية حتى تجد نفسها ذات يوم أمام الجدار!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة