منذ الحديث عن صحة الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله توجهت بوصلة بعض الوسائل الإعلامية إلى المملكة جاعلة من موضوع ولاية العهد شغلها الشاغل الذي تحيطه بكثير من لغطها وتنسج حوله ما تريد أن توحي به لمتابعيها من وجود أزمة قادمة حين يشغر المنصب، بل إن تلك الوسائل كانت تتعمد استضافة من نصبوا أنفسهم خبراء في أدق تفاصيل الشأن السعودي، ومطلعين على ما يدور في كواليس اجتماعات أصحاب القرار، ليؤكدوا وجود صراع أجنحة وتكتلات سوف يظهر إلى العلن عندما تحين اللحظة. وما إن انتقل الأمير سلطان إلى جوار ربه حتى أصبح هذا الموضوع يشغل معظم برامجها وأخبارها وحواراتها وكأنها اقتربت من تأكيد الحقيقة التي لم يفطن إليها أحد غيرها.. كان شيئا مقززا بالفعل أن لا تحترم تلك المنابر الإعلامية شعور الحزن الذي يغشى الشعب السعودي برحيل رمز كبير ومهم من رموز الدولة كالأمير سلطان، وكان تعيسا جدا ذلك الطرح الذي مارسته، والذي لا ينم فقط عن الجهل بالكيفية التي تمضي عليها الأمور في مؤسسة الحكم السعودية، وإنما أيضا عن حقد بغيض وأمنيات كريهة للمملكة وشعبها.. وفي مقابل ذلك لم تكن هذه القضية الوهم تشغل اهتمام المواطن السعودي لا أثناء مرض الأمير سلطان ولا بعد رحيله لأنه يعرف جيدا أن مثل هذه الأمور المهمة يتولاها من يعرفون ويجيدون التعامل معها، وأنها أكبر من أن تكون عرضة للتخرصات، والأهم أن المواطن السعودي لديه ثقة مطلقة بأن القرار الصائب سيأتي في الوقت المناسب، وذلك ما حدث بكل هدوء مساء الخميس.. السؤال البسيط الذي يمكن توجيهه لمنابر الضجيج وقراءة الفنجان ونسج الأوهام هو: ما الذي جعل توقعات الشعب السعودي تتفق مع قرار الملك بتعيين الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد؟؟.. ندرك أنكم تعرفون الجواب، لكننا سنؤكده لكم بأن نايف بن عبدالعزيز لم يكن وزير داخلية فحسب بل رجل دولة من الطراز الأول، عركته عقود طويلة من الخبرة والمراس. لم يكن يدير ملفات الأمن الوطني بكل حساسيتها فقط وإنما هو شريك أساسي في صناعة القرار السعودي في الشؤون الداخلية والخارجية. نحن نعرف جيدا هذه الحقيقة، ونعرف أنه يمارس مهامه العديدة بصمت، كما هي السياسة السعودية التي تجعل الهدوء والاتزان نهجها في كل الظروف.. تم كل شيء بهدوء في البيت السعودي يا صناع الأزمة التي لا وجود لها إلا في أوهامكم.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة