حضرت «الجزمة» بقوة في بداية عام 2011م. الجميع يعرف أنها كانت موجودة منذ زمن طويل، لكن لم يكن باعتقاد أحد أنها ستظهر على العلن بهذه الجرأة والوقاحة. كلنا نعرف أن الحكم بالجزمة له أشكال عديدة أبسطها استخدام الجزمة «الحقيقية» التي يضعها الناس في أقدامهم للركل والصفع، لكنها قد تكون تعبيرا للتعذيب والتنكيل والقتل والسحل.. كم كان مقززا وبذيئا مدير أمن محافظة البحيرة في مصر وهو يقول لأفراده: «نحن أسيادهم واللي يمد إيده على سيده ينضرب بالجزمة وتنقطع إيده». مثل هذا المسؤول لم يكن قادرا على استخدام هذه اللغة القذرة لولا أنه يعرف جيدا أن هذا الأسلوب يمثل فلسفة إدارة وطبيعة مسؤولية وفكر الذين يمثلون حكم الأسياد للعبيد، حكم الجزمة لما يعتقدونها قطعانا من الحيوانات.. هذا الشخص هو الذي أراد القدر أن يفضحه، لكنه بالتأكيد يجسد نموذجا لكثير غيره لا نعرفهم، لكن الشعب الذي أصابه بغيهم يعرفهم جيدا.. ولم يمر وقت قصير على ذلك المشهد حتى فاجأنا سيف الإسلام القذافي بحديث لصحيفة الشرق الأوسط يوم الخميس 3 مارس 2011م قال من ضمن ما قال فيه:- عندما يدوس الناس الخطوط الحمراء أضربهم بالجزمة.. طبعا سيف الإسلام لا توجد له أي صفة رسمية ليتحدث إلى الناس أساسا سوى أن ليبيا «جماهيرية أبوه» بحسب رأي زميلنا الأستاذ خلف الحربي.. وجزمة سيف الإسلام وأبيه أشد قسوة من جزمة محافظ البحيرة لأنها تعني الرصاص الحي والقاذفات الثقيلة والجنائز الجماعية في جماهيرية «ديموقراطية»!!.. هذه هي الديموقراطية التي كانت تتشدق بها بعض أنظمة الحكم عقودا طويلة. هذه هي حقيقة الديموقراطية لديهم، والتي كانوا يتفاخرون في المحافل أن شعوبهم تتمتع بها.. ديموقراطية الجزمة هي التي جعلت الشعوب تثور لكرامتها وإنسانيتها، وهي التي جعلتها لا تفكر في الدماء، ولا كم تقدم من الشهداء من أجل الخلاص منها.. الأسياد الذين كان يشير لهم مدير أمن البحيرة هم أسياده الذين جعلوا نموذجا متفسخ الأخلاق والذمة يتحدث هكذا عن شعب عريق ثار من أجل الثأر لكرامته، والذين يهددهم بقطع أيديهم هم الذين جعلوه وجعلوا أسياده يمتثلون للعدالة.. أما الذين هددهم سيف الإسلام القذافي بالجزمة إذا داسوا الخطوط الحمراء فإنهم حتما سيدوسون الظلم والجبروت والحماقة وقلة الأدب.. لقد حان وقت الانتقام من زمن الحكم بالجزمة في كل مكان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة