كشفت أوراق عمل في ندوة «المخدرات حقيقتها وطرق الوقاية والعلاج» أن تطور أساليب المهربين تمثل أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية. وأكدت الجلسة الثانية التي انطلقت أمس أن تدخين الفتيات يعرضهن لتعاطي المخدرات، وأن غرفة الدردشة، الألعاب، الأفلام الكرتونية، صيدليات الإنترنت، وأساليب الاتصال الإلكترونية بين المروجين تعد من الوسائل الجهنمية التي يلجأ إليها تجار السموم لترويج المخدرات. وأبانت الندوة، أن مشكلة المخدرات زادت بصورة كبيرة في المجتمع السعودي بسبب العديد من العوامل الداخلية والخارجية، وأن خطورتها لا تقل عن الحروب والمجاعات، فيما اتفق العلماء على تحريمها. وخلال الجلسة تحدث الدكتور محمد جبر الألفي عن أبرز الاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة المخدرات، واستراتيجية المملكة في المكافحة، موضحا أن المملكة دائما سباقة في مجال التعاون الدولي والعربي، والتنظيم الداخلي، بما يجنب البلاد أخطار تعاطي المخدرات، وزراعتها والإتجار بها. وقال الألفي «إن تطور أساليب مهربي المخدرات تعد أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية، وأن ظاهرة المخدرات ازدادت في المجتمع السعودي بسبب زيادة مداخيل الأفراد، كثرة العمالة الأجنبية، رحلات المواطنين إلى الخارج للتجارة، السياحة، والتعليم، فضلا عن الزيادة الملحوظة في أعداد الحجاج والمعتمرين». من جهتها، كشفت أستاذ الفقه المساعد في جامعة الأميرة نورة الدكتورة آمنة علي الوثلان بأن ظاهرة تعاطي الكحول والمخدرات من أشد الظواهر وأخطرها في العالم اليوم ولا تقل خطورة عن الحروب والمجاعات، لافتة إلى أن العولمة لعبت دورا كبيرا في الترويج للمخدرات من خلال ما تبثه من إعلام سلبي يشجع على التعاطي ويبرزه بمظهر التقدم والرقي. وطالبت الدكتورة الوثلان كافة الدول بتوحيد الجهود في مواجهة خطر المخدرات عن طريق المنظمات والهيئات الدولية للمكافحة والمراقبة والتعاون الجاد بينها، واستعرضت الجهود التي بذلتها الدولة في علاج الإدمان وأبرزها إنشاء مستشفيات الأمل في المدن الكبرى الرئيسة. وقدمت الأستاذ المساعد في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الأميرة نورة الدكتورة نوال عبدالله عبدالعزيز الطيار بحثا بعنوان «موقف الشريعة الإسلامية والأنظمة المعاصرة من القضايا المتعلقة بالمخدرات» أكدت فيه أنه لم يرد في كتب الفقهاء المتقدمين عقوبة محددة على المهرب والمروج، ولا خلاف بينهم في كون العقوبة تفويضية تعزيرية. يذكر أن الندوة تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المديرية العامة لمكافحة المخدرات، والمجمع الفقهي الإسلامي الدولي.