إن من الإنصاف أن لا نبخس رجال المرور جهدهم بالقدر الذي تمكنهم به أعداد الأفراد، وعدد السيارات التي يلاحقون بها حركة السير. فعلى سبيل المثال كانت محافظة جدة حتى مطلع القرن 1400ه محدودة المساحة العمرانية، والمؤكد أنه خلال السنوات التالية لمطلع القرن قد تضاعفت المساحة المعمورة في محافظة جدة أكثر من عشرة أضعاف على أقل تقدير، كما ارتفع عدد السيارات بنسبة خمسة آلاف في المائة، إذ تقول الاقتصادية بعدد الاثنين 12/11/1432ه: إن السعودية تستورد 700 ألف سيارة في عام قيمتها (51) مليار ريال، بينما لم يزل عدد أفراد رجال المرور دون ما يتناسب وتوسع المدينة وارتفاع عدد سكانها وسياراتها بكثير وكثير جداً، الأمر الذي لا يمكنهم من السيطرة تماماً على حركة السير ومراقبة المخالفات المتعددة فانحصرت متابعتهم للدوريات السيارة من اقتناص ما أمكن من المتهورين في السير بالطرق السريعة، وما بين المدن دون رصد قاطعي الإشارات، أو الذين يحلو لهم التقدم عنها، أو الالتفاف من اليمين لليسار وبالعكس. كما أصبح موضوع ربط الحزام نسياً منسياً وأخطر من كل ذلك الخروج عن خطوط السير في الطرق السريعة وذلك بالسير على ما يسمى ب «أكتاف» الطريق لدرجة أنه أصبح مألوفاً أن تمرق السيارة تلو الأخرى وهي تسير خارج خط السير!! هذا بالإضافة إلى التساهل في الفحص الدوري بدليل كثرة الحوادث التي كان سببها اهتراء الكفرات وضعف الفرامل. لهذا لم يكن الخبر الذي نشرته «الاقتصادية» بتاريخ الخميس 8/11/1432ه مفجعاً أو مفاجئاً بما تضمنه عن عدد الحوادث وما ينتج عنها من وفيات وإصابات: فقد قال العقيد الدكتور علي الرشيدي مدير إدارة السلامة في الادارة العامة للمرور: إن عدد الحوادث المرورية في الساعة الواحدة بلغ 60 حادثاً في العام الماضي، ينتج عنها أكثر من أربع إصابات في الساعة الواحدة وحالة وفاة في كل ساعة نتيجة الحوادث المرورية. فيما أكد المقدم عبدالحميد العبداللطيف أن 15 في المائة من أسباب وقوع الحوادث المسجلة خلال الفترة من 1/1/1432ه إلى 30/6/1432ه كانت نتيجة لأسباب تعود للمركبة كخلل فني أو انفجار الإطار، لافتاً إلى أن 54 في المائة من أسباب الحوادث تعود إلى قائد المركبة كعدم الانتباه أو النوم أو السرعة الزائدة أو التجاوز الخاطئ أو عكس اتجاه السير، وأن 3 في المائة تعود لأسباب تعرجات الطريق أو الحيوانات السائبة أو وجود حفريات بالطريق، و3 في المائة تعود لأسباب الطقس كضباب أو غبار أو أمطار، و25 في المائة لأسباب أخرى. وأوضح العقيد الدكتور علي الرشيدي خلال فعاليات ندوة «المركبة بين الواقع والمأمول وتأثير الفحس الفني الدوري للسيارات» أن موقع الإصابات التي نتج عنها وفيات. وهذا ما يوجب التشديد في الفحص الدوري والسعي لزيادة عدد الأفراد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة