حين تتأمل «العمالة الأجنبية» المتواجدة في الطرقات وفي كل المدن الذين يقدمون خدماتهم المهنية «سباكة كهرباء نجارة إلخ»، والذين لا أحد يعرف من هو كفيلهم أو هل لديهم «فيزة» عمل أم هم عمالة سائبة؟ تعتقد أن حل هذه المشكلة سهل، وأن على الأمن تكثيف حملاته وتسفير هذه العمالة، مع أن البعض منهم يحملون إقامة نظامية، كذلك هناك فرص عمل في هذا المجال وبالتالي دائما سنجد عمالة سائبة لأنه يلبي احتياجات السوق، وهذا ما يجعل الأمن عاجزا أمام هذه المشكلة ولا يستطيع حلها. وحين ينظر لها المثقف/الكاتب من برجه العاجي على أنها فرص عمل، وأن على الشاب السعودي الكف عن التذمر، وأن ينزل للطرقات ليعمل في هذه المهن، ستصبح المشكلة أكثر تعقيدا، من جهة هناك احتقار لهذه المهن، من جهة أخرى الأسر تفضل العامل الأجنبي عن العامل السعودي لأسباب مهنية وأمنية، فالشاب السعودي مريب. من جهة ثالثة وهي الأهم، الشاب السعودي المراد له الهبوط لسوق العمل المهني، وإن اقتنع بخطاب المثقف سيجد نفسه متورطا، فهو لم يدرب في وزارة التربية والتعليم على العمل المهني، وخلال 12 عاما طلب منه أن يقرأ ويحفظ ثم يقرأ ويحفظ، حتى مخلفاته في «الفسحة» هناك عمالة أجنبية تنظفها، فكيف يحمل «منشارا، مفكا» ليقوم بأعمال مهنية وهو طوال 12 عاما لم يدرب على هذه المهن؟ خلاصة القول: لا يمكن لنا التخلص من العمالة السائبة فيما الواقع المعاش لم يتغير، وأعني هنا التعليم الذي ما زال يصر على التعليم النظري، وما زال يرفض تغيير رؤية المجتمع لهذه المهن، فخلق مجتمعا عاجزا مهنيا، حتى عن تلبية احتياجاته المنزلية، فأوجد مناخا «للعمالة السائبة». بعبارة أوضح: «العمالة السائبة» هي نتيجة، فيما الواقع المعاش هو الأسباب المؤدية لهذه النتيجة، ولا يمكن لك الحصول على نتائج مختلفة فيما الواقع المعاش لم يتغير. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة