قدم إلى رحمة الله بعد ستة عقود ونصف في مشوار حياته الذي أمضى معظمه بخدمة بلاط صاحبة الجلالة. ذلك هو عدنان أحمد باديب، الذي توفي ظهر يوم الخميس الماضي 15/11/1432ه، ودفن بعد عشاء اليوم نفسه بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام، بمشاركة عدد كبير من الصحافيين والأقرباء والزملاء والمحبين. وعدنان باديب ابن بار من أبناء مكةالمكرمة، ولد فيها وتوفي فيها، ومارس العمل الصحافي في صحيفتها (الندوة) منذ كان طالبا، وتخرج من مدرسة الصحافي الرائد حامد مطاوع، فأخذ منه الكثير، والتزم بمبادئ العمل الصحافي الخلقية التي كان عليها الجيل الأول، قد دفعه حبه للصحافة إلى العمل والاجتهاد وملاحقة الخبر، ومتابعة الحدث، في زمانه ومكانه، وفي وقت كانت فيه وسائل الاتصال بدائية، وكانت بالفعل (مهنة متاعب) وبذل للعرق وجريه.. وواصل باديب عمله في (الندوة) وأشرف فيها على العديد من الأقسام والملاحق حتى عام 1425ه. وفي الوقت نفسه عمل الراحل مديرا لتحرير مجلة التجارة والصناعة) التي تصدرها الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة، بدعوة من رئيس الغرفة ورئيس تحرير المجلة الراحل صالح محمد جمال، الذي كان معجبا بأداء باديب وبموهبته وإخلاصه.. وبعد وفاة صالح جمال أصبح (باديب) رئيسا لتحرير مجلة التجارة والصناعة لما يزيد على عقدين، حقق فيها للمجلة تألقا ملحوظا، وربطها بالشأن المكي الكثير من الأمور، كي لا تقتصر على مخاطبة التجار والصناع، بل تكون له مجلة مكة والمكيين.. وتفرغ الراحل كمستشار وإعلامي للعديد من المطبوعات المكية قبل أكثر من سنتين من رحيله، رحمه الله. تميم الحكيم