فجأة وبلا مقدمات.. سقط الأخ الصديق الصحافي العتيق الأستاذ عدنان أحمد باديب رحمه الله وغادر الحياة وهو يهم بالخروج من داره لأداء صلاة الظهر من يوم الخميس الماضي وزيارة بعض أصدقائه كالمعتاد فكان الموت له بالمرصاد ! ولما بلغنا الخبر حزنا وارتعنا، أما الحزن فلأن الفراق صعب حتى لو كان بعده لقاء في الحياة الدنيا فكيف لا يكبر الحزن إذا كان ذلك الفراق ليس بعده لقاء؟!. وأما الارتياع الذي عشناه، فلربما يكون سببه أن كل واحد من الذين بلغهم النعي يرى أن الدور سوف يمر عليه، ولذلك فإن التفسير المنطقي لنوبة البكاء التي تجتاح الأقارب والأصدقاء بعضها عائد إلى أحزان الفراق وبعضها الآخر إلى الخوف والارتياع من أن تدور «الخشبة» عليهم وهي دائرة لا محالة: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما إلى جامع التوحيد محمول!. وجامع التوحيد ضمن جوامع أصبح فيها جهاز خيري يقوم بتجهيز الموتى، ولديه سيارات مخصصة لنقلهم وذويهم إلى المسجد الحرام ثم إلى المعلاة أو الشرائع ولذلك أحللنا اسم الجامع محل الآلة الحدباء!. أما فقيدنا باديب رحمه الله فهو رفيق درب في الحياة وفي الصحافة منذ نحو أربعة عقود، فقد تزاملت معه في جريدة الندوة في عهد الاستاذ حامد مطاوع رحمه الله حيث عمل في الجريدة رئيسا للقسم الرياضي بالندوة ثم رئيسا لقسم التحقيقات الصحافية ثم طلبه الاستاذ صالح محمد جمال رحمه الله ليكون مديرا لتحرير مجلة الغرفة التجارية والصناعية في مكةالمكرمة التي كان الاستاذ الرائد يرأس تحريرها، حتى تولى باديب رئاسة التحرير من بعد أبي طارق وظل فيها حتى تقاعده قبل نحو خمس سنوات. وفي أيامه الأخيرة أبلغني أن مجلة اليمامة ترغب في نشر حوار معه عن مشواره في الحياة وأن مندوبها في أم القرى الزميل توفيق محمد نصر الله قد أبلغه بذلك ولكن مشواره في الحياة كلها انتهى قبل أن يجرى معه اللقاء الصحافي: تقفون والفلك المقدر دائر وتقدرون فتضحك الأقدار!!. و «إنا لله وإنا إليه راجعون». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة