سعادة الأستاذ / محمد بن فرج التونسي حفظه الله رئيس تحرير صحيفة عكاظ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، فأشير إلى ما نشر في صحيفة عكاظ في العدد 16473 الصادر يوم الاثنين 5/11/1432ه الذي سأل فيه معتوق الشريف، عن الأنشطة التي تقدمها دارة الملك عبد العزيز في المحافظات والمناطق، وعن موقع الشباب في اللجان العلمية في الدارة والموسوعات التي تنفذها والمعارض التي تقيمها. وأشير هنا لمشروع مسح المصادر التاريخية الذي جاب جميع مناطق المملكة لرصد الوثائق والمخطوطات والصور الثابتة والمتحركة والروايات الشفوية بلهجاتها المختلفة، والأدوات التراثية وجمعها وتصنيفها وتحقيقها وإعادة تأهيلها خلال خمس سنوات من العمل الممتع والمضني في آن واحد، تحت اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز ورعايته ومتابعته الكريمة لمراحل المشروع وخطواته وخططه، التي كان لها الأثر الكبير في نجاح المشروع في تحقيق أهدافه بنسبة عالية، وهذا ما لحظته الدارة في السنوات التالية للمشروع من حجم الاتصال بالدارة وكميته من قبل جميع الفئات، إما بالإفادة من مصادرها في دعم مناشط وطنية تقام هنا وهناك، أو ثقافية أو علمية، أو عروض لنشر كتب من باحثين وباحثات ومهتمين من المناطق كلها أو زيارات ميدانية من مختلف المناطق للدارة والإفادة من إمكاناتها العلمية، فالدارة من خلال هذا المشروع الكبير الذي بدأ سنة 1416ه ثم تكرر في مشروع آخر في سنة 1425ه، حين ذهبت لخدمة المصادر التاريخية في بيئاتها، وجذبت متابعين لإنتاجها من كل المناطق والمحافظات بفضل الرؤية الإدارية المحنكة للأمير سلمان بن عبد العزيز. وفي هذا الجانب أيضا، أشير إلى أن الدارة بدأت في إنشاء مراكز علمية متخصصة في مناطق المملكة مثل مركز تاريخ مكةالمكرمة، وكذلك مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة، وهذان المركزان اللذان تشرف عليهما الدارة هما بمنزلة الفرعين لها في تلك المناطق يبنيان جسرا يوميا بين حركة البحث في المنطقة والدارة، كما أن مشروع تاريخ البحر الأحمر الذي تبنى أسسه العلمية بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز، سيكون في مساره إضافة وإضاءة لتاريخ غرب المملكة العربية السعودية، كما أن مركز تاريخ المنطقة الشرقية الذي أقره مجلس الإدارة العام الماضي، وهو الآن في طور وضع لوائحه وتنظيماته واستراتيجيته سيكون إن شاء الله ملتقى وساحة للمؤرخين والباحثين والباحثات في المنطقة الشرقية. كما أن مشروع توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الذي تزمع الدارة تنفيذه في القريب وفي جميع أنحاء المملكة سيكون ذا مسار متعدد الفوائد نطمح أن تتكامل مخرجاته لنكتب التاريخ الوطني متكاملا وكاملا، ثم إن دارة الملك عبد العزيز لم تترك جامعة في المملكة إلا وتعاونت معها بشكل علمي أو بآخر، بدءا من المحاضرة العلمية الوطنية مرورا بنشر الكتب وإقامة المعارض والندوات المشتركة وانتهاء بالكراسي العلمية، كما أشير إلى أن الدارة شرعت في تنفيذ أعمال موسوعية شاملة تخدم تاريخ المملكة مثل: مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين، ومشروع أطلس السيرة النبوية، وقاموس الأدب والأدباء في المملكة، ومشروع الاستراتيجية الشاملة لخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، وبرنامج الأمير سلمان بن عبد العزيز لتوثيق التراث والعلاقات العربية الهندية عبر العصور، ومشروع التعاون العلمي بين الدارة ووزارة التربية والتعليم، ومشروع توثيق الزيت في المملكة بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، ومشروع توثيق تاريخ الدرعية، ومشروع تاريخ الخيل والإبل في المملكة، وللدارة في مشروعات علمية سابقة تجربة يحق لنا أن نفخر بها في ضم باحثين وباحثات إلى مشروعاتها العلمية وندواتها وأنشطتها من مختلف المناطق، ومنهم كثيرون من فئة الشباب مثل: مشروع أعلام المملكة العربية السعودية، ومشروع الأطلس التعليمي، ومشاركة عدد من الباحثين والباحثات الشباب من مناطق المملكة وجامعاتها في الندوات الملكية التي تعقدها الدارة، ويمكن عد تعاون الدارة هي والجمعية التاريخية السعودية التي تضم أعضاء وعضوات من مختلف مناطق المملكة، يصب في إطار شمولية مناشطها للمناطق، بل إن دارة الملك عبد العزيز تخطت الحدود الجغرافية؛ ولكن ضمن الحدود التاريخية لخدمة التاريخ الوطني وبقية تاريخ العالم العربي والإسلامي، وتسلمت أمانة مراكز الوثائق والدراسات في منطقة الخليج منذ أربع سنوات، وتستضيف جمعية التاريخ والآثار بدول التعاون الخليجي، كما وقعت اتفاقيات تعاون علمي مع ستة مراكز مماثلة في آسيا وإفريقيا وأمريكا، فضلا عما تقدمه من واجب وطني وعلمي في إمداد الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج بمواد تاريخية وطنية لتعزيز صلة الطلاب الشباب المغتربين بوطنهم، وكذلك مشاركة الدارة في كل المهرجانات الثقافية في المملكة، مثل: مهرجان الجنادرية، وسوق عكاظ، وملتقى دارين الثقافي وغيرها، فحضورها مسجل في الأجندة الثقافية على امتداد الوطن. كما استضافت الدارة ولمدة عشرة أيام معرضا للصور الفوتوغرافية لمجموعة من الشباب السعوديين، فالدارة ترحب بالأفكار الشابة التي تحافظ على السمت العلمي وتتناسب مع جدية أهدافها، هذا على سبيل المثال أما على سبيل الاستمرار فاللجان العلمية لدى الدارة تضم عناصر شابة حديثة التجربة وجديدة الفكر لمزاوجتها مع الفكر القديم الثري بتجربته الطويلة، كما أن الدارة تنشر كتبا ضمن إصداراتها لشباب من الجنسين وتكون مميزة في موضوعها وفكرتها ومنهجها تحقق التكامل مع الإنتاج السابق لا التراكم، وقد صدر عن الدارة أكثر من ثلاثمائة إصدار حتى الآن، ومن الإصدارات الجديدة المملكة العربية السعودية في الكتابات الأجنبية، وإصدارات متخصصة لتاريخ عدد من المدن السعودية، أيضا مركزي الدارة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة تضم شبابا في البحث والدراسة العلمية، ومن ذلك فتح فرع لجائزة الشباب في جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وتقديم المنح البحثية لعدد من الباحثين والباحثات الشباب من مختلف المناطق خلال دورات الجائزة والمنح الثلاثة الماضية. د. فهد بن عبد الله السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز