أكد وزير خارجية رومانيا تيودور باكونشي دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل، مطالبا بالشروع في المفاوضات المباشرة بين الجانبين حتى تبدأ المراحل التي يمكن على أساسها تحقيق السلام في المنطقة. ووصف باكونشي علاقة بلاده بالمملكة ب «العميقة والمتطورة» منوها بالدور الريادي الذي تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين في المنطقة والعالم. ودعا في حوار أجرته «عكاظ» إلى مزيد من قنوات الاتصال والندوات الثقافية بين أوروبا والعالم الإسلامي، معتبرا مبادرة حوار الأديان الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين جاءت في الوقت المناسب. .وهنا نص الحوار: • كيف تقيمون مستقبل العلاقات السعودية الرومانية؟ علاقة رومانيا مع المملكة عميقة ومتطورة منذ أن شرعنا في العلاقات الدبلوماسية مع الرياض عام 1995، وكنا من أوائل دول أوروبا الشرقية التي ارتبطت مع المملكة دبلوماسيا، ونقدر دور حكومة خادم الحرمين الشريفين على الصعيد الدولي، ونعتبره دورا رياديا يسعى لتحقيق الأمن في منطقة الخليج، والمنطقة العربية، خصوصا في هذه المرحلة التي يواجه فيها العالم العربي متغيرات عدة، وأتيحت لي الفرصة أثناء زيارتي إلى المملكة أن التقي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وتناقشنا حول مستقبل العلاقات ودعم علاقات الصداقة مع مجلس التعاون الخليجي، وسنتخذ في المستقبل مزيدا من الخطوات لتنمية هذه العلاقات انطلاقا من دور رومانيا داخل الاتحاد الأوروبي، ولما تشكله العلاقات الأوروبية السعودية من أهمية ومن عمق استراتيجي بين أوروبا والعرب ككل. • خلال دراستكم المتخصصة ل «اللاهوت» والأديان، ما هي رؤيتكم لمبادرة حوار الأديان وأتباع الثقافات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين؟ مبادرة حوار الأديان جاءت في توقيت مناسب، ونحن نشهد اليوم اندماجا في المفاهيم لا سيما بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، لذا أطالب بمزيد من قنوات الاتصال والندوات الثقافية بين أوروبا والعالم الإسلامي، ودعم حوار الأديان الذي يمهد إلى مفاهيم صحيحة، ويحقق التعايش السلمي، فضلا عن أن حوار الأديان ستكون له ردود فعل إيجابية جدا في توطيد العلاقات بين أوروبا والدول العربية ومنطقة الخليج والعالم الإسلامي. • أكدتم مرارا أن رومانيا يمكنها أن تقدم دورا من أجل دعم خطوات السلام في الشرق الأوسط، ما تقويمكم لسعي الفلسطينيين لانتزاع اعتراف بدولتهم في الأممالمتحدة؟ إذا بدأنا من مبادرة السلام العربية، فهي بكل المقاييس تعتبر تصورا متطورا لمرحلة سلام عادلة وشاملة في الشرق الأوسط، وفيما يتعلق بالدولة الفلسطينية صرحنا أن رومانيا تدعم خطوة إعلان دولة فلسطينية مستقلة، بشرط أن تحافظ هذه الخطوة على أمن إسرائيل، ورومانيا لديها علاقات جيدة مع كل من إسرائيل والفلسطينيين، ونحن نطالب كما هو الموقف في الاتحاد الأوروبي ببدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين حتى تبدأ المراحل التي يمكن على أساسها تحقيق السلام في المنطقة، وأؤكد أن رومانيا مستعدة لتشجيع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق تقدم في عملية السلام عبر مفاوضات مباشرة، وكانت الرباعية الدولية اجتمعت أخيرا في بروكسل واتفقت على دعوة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الأيام المقبلة. • ترأس رومانيا حاليا اللجنة الرابعة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، واهتمت بلادكم في الأونة الأخيرة بملف منظومة صواريخ الدفاع وكانت هناك لقاءات رومانية أمريكية في هذا الشأن؟ بدأنا التعاون في منظومة الصواريخ الدفاعية منذ فبراير 2010 مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونعتبر هذا التعاون فرصة للتأكيد على أمن رومانيا، وأعلن الرئيس الروماني في مايو الماضي أن بلاده ستكون طرفا فاعلا في منظومة الصواريخ الدفاعية، وفي هذا الإطار التقيت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون في سبتمبر الماضي في نيويورك، ووقعنا اتفاقية بموجبها تطور الولاياتالمتحدة منظومة الصواريخ الدفاعية في رومانيا، ونتوقع أن يكون هذا التعاون مكملا ومواكبا لبرنامج الصواريخ الدفاعية الخاصة بحلف شمال الأطلسي. • كيف ترون أحداث الربيع العربي، خصوصا أن رومانيا تمكنت أيضا من الانتقال من حكم الشيوعية إلى الحكم الديمقراطي، وهل من مقارنة بين أحداث رومانيا في ثمانينات القرن الماضي وثورات الربيع العربي؟ كما ذكرت آنفا فإننا نتابع باهتمام ما يحدث في مصر وتونس، وأجريت لقاءات مع وزراء خارجية هذه الدول، وناقشنا سبل التعاون وما يمكن أن تقدمه رومانيا لهم، كما افتتحنا سفارتنا في ليبيا بتمثيل قائم بالأعمال للمرحلة الأولى، وفيما يتعلق بالمقارنة فإنه باعتقادي لا مجال للمقارنة ففي عام 1989 كانت رومانيا ضمن الدول التي انتفضت ضد النظام الشيوعي، وشهدت هذه الحقبة سقوط سور برلين وانهيار حلف وارسو. أما ثورات الربيع العربي جاءت لتحارب الفساد وفي كل الأحوال كل دولة لها خصوصيتها. • دعنا نعود مرة أخرى للعلاقات السعودية الرومانية، ما الملفات الاقتصادية التي ستتعاونون فيها مع المملكة؟ شاركت أخيرا في لقاءات مع رجال الأعمال السعوديين، ونتطلع لاستقطاب رأس المالي السعودي إلى رومانيا، فهناك فرص استثمارية كبيرة في بلادنا مثل المجال الزراعي، وحضر إلى السعودية في شهر مايو الماضي وفد روماني تشاور في إطار لجنة الصداقة السعودية الرومانية حول الإمكانات في رومانيا، والعمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين بجانب التعاون في مجال الابتعاث.