جعل الله هذه البلاد بلاد أمن وسلام حتى ينعم المسلم بأداء مناسك الحج بروحانية وراحة كبيرة لا يخالطها أي منغص. لذلك فإنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نقحم السياسة في خامس أركان الإسلام، فالحج لكل المسلمين وهو مناسبة عالمية دينية بعيدة كل البعد عن أي مظهر سياسي أو طائفي أو عرقي أوغيره. فالحجاج يفدون إلى الديار المقدسة من أصقاع العالم لأدء فريضة الحج ورفع أي شعار سياسي أو إثارة للفوضى والفتن سينغص على الحجيج عبادتهم. فعلى كل مسلم عاقل أن يبعد هذه الفريضة المباركة في الأراضي المباركة عن كل ما يفسدها قولا وسلوكا وعملا وأن يجعل هدفه الأوحد هو أداء الفريضة بصحبة إخوانه المسلمين. كما أننا نرفض استغلال موسم الحج لأي فعل لا يليق به، ومن يفكر بمثل هذه الأفعال والفتن ويريد إثارتها في موسم الحج فعليه أن يعود من البلد الذي أتى منه ويكف عن المسلمين شره، فالأراضي المقدسة لم ولن تكون ساحة لإثارة الفوضى والشغب ورفع الشعارات بل إنها أسمى من ذلك وهي البلد الذي اصطفاه الله عزوجل بإنزال آخر الرسالات على رسله في أراضيها فهي أرض خير وبركة وسلام ومحبة. وحكومة خادم الحرمين الشريفين مشكورة حريصة على تحقيق رسالة الإسلام من خلال تسهيلها لأداء المسلمين لنسكهم بيسر وسهولة وعودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين بإذن الله. مفتي القدس إمام وخطيب المسجد الأقصى