في الوقت الذي ربط وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري استخدام التقنية لإيضاح خطبة الجمعة في المساجد بوجود فتوى شرعية تبيحها، رأى مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن المسألة بحاجة لتأمل ودراسة قبل إصدار الحكم النهائي عليها. لكن عضو هئية كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء أكد أنه لايرى استخدام التقنية كالبروجكتر وغيره لإيضاح خطب الجمعة، معللا رأيه بأن هذه التقنية تشغل المصلين عن الاستماع للخطبة والإنصات إليها بشكل جيد. وقال الحكمي ل«عكاظ» الأصل في خطب الجمعة أن يصل صوت خطيب الجمعة لكل المصلين بحيث يستمعون لها بشكل جيد وواضح بجميع الوسائل التقنية المتعارف عليها التي لاتشغل الخطيب ولا المصلين كمكبرات الصوت وغيرها. وأضاف الحكمي: الأفضل عدم استخدام التقنية كالوسائل الإيضاحية والبروجكتر والباوربوينت إلا عند الحاجة الشديدة لأن استخدام هذه الوسائل يشغل الخطيب عن إلقاء خطبته، ويصرف المصلين عن الإنصات فلا تتحق فائدة الخطبة بشكل جيد. ورأى الحكمي أنه يمكن استخدام هذه الوسائل في المحاضرات والدروس، أما استخدامها في الخطبة فهو مكروه ومحظور لأنه يشغل الخطيب والمصلين عن الخطبة التي الأصل فيها الاستماع. وكان وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري أكد أن استخدام التقنية لإيضاح خطبة الجمعة في المساجد أمر لا بد من دراسته من الناحية الشرعية، لأنه قد يتنافى مع الإنصات المطلوب ممن يحضرون للخطبة، ويشغلهم عن الاستفادة منها، مبينا في تصريح سابق إلى أنه في حال تم إصدار فتوى بجوازها من الناحية الشرعية، وكان هناك فائدة مرجوة، فلا مانع من تطبيقها. يشار إلى أنه سبق وعوقب خطيب أحد جوامع محافظة سراة عبيدة في منطقة عسير على استخدامه لجهاز الكمبيوتر المحمول «لاب توب» أثناء خطبة الجمعة، وكان المصلون قد دأبوا على سماع الخطبة التي يلقيها الخطيب عادة من ورقة مكتوبة. وأثار التصرف دهشة الحاضرين الذين دارت بينهم حوارات طويلة وجدل أطول بعد الصلاة عن جواز هذا العمل. وأوضح حينها مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف في عسير الدكتور عبد الله بن محمد الحميد أنه تمت معاقبة الخطيب على هذه الخطوة التي اتخذها منفردا وباجتهاد شخصي. وأكد الدكتور الحميد أن المعاقبة ليست لاستخدام التقنية الحديثة وإنما لغرابة الموقف فضلا عن احتمال انشغال المتابعين للخطبة بمشاهدة الجهاز. من جهته برر الخطيب هذا التصرف بظروف وقتية دفعته للقراءة من (اللاب توب) مباشرة دون طبع الخطبة وقراءتها من ورقة. وسبق وجرت حادثة مشابهة في أحد مساجد السودان في المنشية عندما استعان خطيب مسجد هناك بجهاز العرض الضوئي (البروجكتر) لتوصيل المعاني للمصلين عبر الصور الإيضاحية وذلك في خطبة الجمعة التي تناول فيها الإحسان وأهميته بين الناس بشكل يؤدي إلى تكامل المجتمع مع دور الدولة من خلال إعانة المحتاجين. ومازالت قضية استخدام التقنية في خطب الجمعة رهن الجدل بين الفقهاء والعلماء ليس في المملكة بل في العالم الإسلامي.