أكد الكشافة المشاركون في الندوات الحوارية التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني خلال مشاركته في مخيم رسل السلام العالمي الثاني، على أن السلام العالمي يعتمد على عدم محاسبة الشعوب والثقافات المختلفة بتصرفات بعض أفرادها، وعدم التركيز على كشف أخطاء الآخرين، والعمل بصورة مستمرة لإيجاد ما يمكن الاستفادة منه بدلا من الاهتمام بالسلبيات فقط. وفي أول محاور الندوة حول موضوع السلام، أكد محمد صالح الشاغل، أحد الكشافة من اليمن على أن الشعوب بحاجة ماسة إلى إحلال السلام، وخاصة بلده اليمن الذي يعيش حروبا كثيرة خاصة في هذه الأيام ومتجددة منذ سنوات عديدة، وأضاف «نحن نريد من الجميع العمل على إشاعة المحبة والأخوة بين كل الناس، ونريد أية طريقة لنشر السلام العالمي الحقيقي لأننا تذوقنا مرارة الحروب والمنازعات، ولهذا فنحن أكثر الناس حاجة إلى هذا السلام». من جهته، شدد الكشاف مصلح اليامي، من كشافة جامعة نجران، على ضرورة مساعدة الناس لبعضهم البعض في جميع الحالات والظروف، «وأن نسعى في نشر هذه المبادئ، ونعمل وكأننا مجموعة إنسانية واحدة بروح الفريق الواحد على وجه هذا الكون». ورأى الكشاف دايفيد شامبر «كندي»، أن أفضل طريقة لنشر ثقافة السلام العالمي من خلال وسائل الإعلام التي تستطيع الوصول إلى كل الشعوب وتشرح مفاهيم احترام الديانات والمعتقدات وتحقيق السلام العالمي وبيان أهميتها في الحياة والمستقبل، وألمح «يجب علينا جميعا التسلح بأفضل سلاح وهو القلم والكتابة في محاربة الجهل الموجود لدى بعض الشعوب الأخرى عنا، والجهل المتبادل فيما بينها، وتصحيح سوء الفهم لدى الآخرين وإيصال الصورة السليمة عن ثقافات العالم وعاداتها، وكيف أننا ندعو إلى السلام ونعمل معا من أجل تحقيقه، وإلا لماذا نحن هنا في هذا المخيم العالمي، بل يجب على الجميع العمل على نقل وتوضيح الصور الحقيقية عند زيارات الدول في الشرق والغرب وإيضاح سوء الفهم إن وجد». وفي ذات السياق، قال عبدالرحمن المطاوعة، من كشافة دولة قطر «لا يوجد إنسان يعيش وحده ولا بد من التواصل مع الآخرين»، مؤكدا على أهمية تدريب الشباب على مهارات الحياة، ومن أهمها في رأيه مهارات التواصل مع الآخرين كتعلم اللغات الأجنبية والاطلاع على ثقافات الشعوب والحضارات، وفي حالة عدم وجود طريق للتواصل فسيكون هناك الكثير من سوء الفهم، وبين أن الحركة الكشفية بيئة خصبة للتواصل بين شباب العالم من مختلف أنحاء العالم. واقترح مازن عبيد، من كشافة دولة فلسطين، تكرار مثل هذه المخيمات وعقد المزيد من الحوارات بين الشباب، والدعوة إلى التواصل بين الشباب بعد المشاركة في اللقاءات المختلفة من خلال الإنترنت وغيره لتفعيل دورهم وتوثيق علاقاتهم الإيجابية مع الآخرين. ويضيف الكشاف عيسى النمر، من جامعة الملك فيصل في المنطقة الشرقية، إن عدم التواصل مع الآخرين ومعرفة الطريقة الصحيحة لهذا التواصل سيخلق العديد من المشاكل وقد تكون بسبب سوء الفهم المتبادل، وأشار إلى أن الفجوة بين المجتمعات سببها عدم التواصل وتبادل الثقافات. وفي ختام الندوة طالب الكشافون بالعمل وفق شعار معين في كل مناسبة لترسيخ هذا الشعار في أذهان الشباب، ولنشر ثقافة السلام يجب العمل على مساعدة الآخرين في كل بلد وفي جميع الأوقات ومهما كانت الظروف. كما أوصى الكشافة المشاركون في برنامج مخيم رسل السلام الثاني الذي اختتمت أعماله أخيرا، بزيادة الاهتمام بتنظيم الفعاليات التي تدل وتدعو إلى السلام مثل المعارض ومسابقات الرسم وغيرها، وتعليم الشباب عدم الخوف عند إبداء الرأي والحوار مع الآخرين. يذكر أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نفذ العديد من الندوات الحوارية واللقاءات للكشافة المشاركين في مخيم رسل السلام 1، 2، 3، بالإضافة للمخيمات الكشفية التي نفذها مجلس التدريب التقني في منطقة مكةالمكرمة وثول والليث، حيث شارك في تقديمها نخبة من المتخصصين والباحثين في هذا المجال.