ظهرت التربية المتحفية في عام 1979م عندما أقام المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) International Council of Museum The أول مؤتمر لتحديد مفهوم التربية المتحفية، بعده انتشر معنى التربية المتحفية في العالم ولحقت أقسام التربية المتحفية بالمتاحف وأصبحت علما يدرس ومهنة تمارس وانتشرت في علم المتاحف وعالم التعليم وكتبت عنها الكتب وصممت لها البرامج التعليمية والتربوية. وباعتبار أن موضوع التربية المتحفية من المفاهيم الحديثة التي ترتبط بدور المتحف التربوي، فقد آن الأوان أن يثبت فيه المتحف الوطني دوره في تفعيل التربية المتحفية لبناء شخصية الفرد وتأكيد الهوية الوطنية وإثراء العقل بأرقى القيم والمفاهيم الثقافية والفنية والحضارية. باعتبار أنه مؤسسة غير نظامية للتعليم والتعلم تسعى لنشر الوعي الثقافي والفهم الفكري والوجداني. ومن هذا الدور المهم للمتحف نحاول اللحاق بالركب العالمي ونسعى جاهدين لتفعيل مفهوم التربية المتحفية ضمن المناهج التعليمية وخلق علاقة وطيدة بين المدرسة والمتحف ليقوم الأخير بدور الوسيط في توصيل الموروث الثقافي لحضارتنا الإسلامية. وتستطيع المتاحف تحقيق وتعميق الأبعاد التاريخية للمجتمع في المجالات الثقافية المتعددة باعتبارها مؤسسات ثقافية وعلمية وتاريخية فعالة تتكامل مع المنهج الدراسي لتعطي الموقف التعليمي شخصيته وتميزه، فتؤثر في المتعلم بحيث يتفاعل معها بشكل قد لا يتوفر في المؤسسات التعليمية الأخرى ويتوفر في المتحف بشكل خبرات واقعية مباشرة ملموسة تقدمها للطلاب في جميع المراحل الدراسية، وكذلك الأفراد مما يمكنهم من فهم الحقائق العلمية واكتساب المهارات والاتجاهات المرغوبة وهذا من الأسباب التي جعلت المتحف يعيد النظر في دوره التقليدي الذي كان يقوم على حفظ وصيانة الآثار وترميم التالف منها. وأصبح التعليم داخل المتحف ذا أسس ومبادئ أولية تهدف إلى إيجاد علاقة بين مقتنيات المتحف والجمهور الزائر ولهذا تعددت الطرق لإيجاد هذه العلاقة، وعليه لابد من العاملين في المتحف أن يعرفوا كيف يتم توصيل وإيجاد الطريقة المناسبة لكل فئة من فئات المجتمع، ويقوم التعليم المتحفي ببناء شخصية الفرد وتربية حواسه وما يرتبط بها من قيم جمالية وعلمية وثقافية وهذه هي التربية المتحفية. تخدم التربية المتحفية الزوار بجميع الأعمار وفي جميع الأزمنة بحيث يستفيد الزائر طفلا وشابا ومتقدما في العمر بما يناسبه من المعلومات المتحفية تقدم له بما يتناسب والفئة العمرية. إذا استطاع المتحف أن يجعل الفرد يتفاعل بالمعايشة الأثرية، والمشاهدة، والمعرفة الحقيقية وأن يصنع وعيا تاريخيا، وحسا تاريخيا لدى الأفراد ويبعثهم على الثقة بالنفس والحفاظ على الهوية والتراث فقد حقق مفهوم التربية والتعليم المتحفي. وننوه هنا إلى أن التربية المتحفية أصبحت وظيفة مطبقة في جميع متاحف العالم وأصبح لشاغلي هذه الوظيفة مميزات ومعايير لا تقل أهمية عن وظيفة أمين المتحف. د. دليل بنت مطلق القحطاني رئيس قسم التربية والتعليم المتحفي بالمتحف الوطني