قبل 4 سنوات كنت قد حضرت «الملتقى الإعلامي لمجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، الذي دعتني له رئيسته استشارية مخ وأعصاب الدكتورة سعاد يماني، وكانت الدكتورة تشتكي من عدم وجود مراكز لتأهيل أطفال التوحد، رغم أن نسبة التوحد تقدر في دول العالم 8 10 %، فيما ليس لدينا أرقام دقيقة، لكن المؤشرات وكما تؤكد الدكتورة أن النسبة ربما أعلى لدينا، لأن المؤسسات المعنية إلى الآن لم تهتم لا بالوقاية ولا العلاج ولا توعية الأسر بمرض التوحد. اليوم تقول رئيسة جمعية التوحد المتطوعة الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود، «إن نسبة المصابين في ازدياد» وأنها تجاوزت ال 10 %، وتتهم وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية بالتقصير، وتؤكد أنه لا يوجد إلا جمعيتان في المملكة، وأنه من المفترض وجود أكثر من جمعية في المدينة الواحدة. ثم تشير «إلى وجود 420 مواطنا يتلقون العلاج في الأردن والكويت والبحرين»، لعدم وجود مراكز تأهيل لدينا، رغم خطورة الوضع. فمرض التوحد الذي هو عبارة عن اضطراب عصبي سلوكي جراء خلل كيميائي بخلايا الدماغ، إن لم يجد المصاب به مراكز للعلاج فهو في نهاية المطاف سينتج مراهقا عدوانيا وعنيفا، يخرب في الممتلكات العامة، ويرتكب جرائم السرقة ويتحدى السلطات، ويدمن الكحول وتعاطي المخدرات، وربما يتطور هذا السلوك إلى أن يصل لحد الانتحار. بعبارة أوضح: هذا المرض سينتج لنا مجرما بلا إرادته، هذا يعني أن المجرم الحقيقي هو المجتمع والذين مازالوا يصمون آذانهم، ولا يريدون مد يد العون للجمعيات التي تصرخ منذ سنوات تطالب بإنشاء مراكز لتأهيل الأطفال، فلا يجد أطفال الفقراء العلاج، ولا آباؤهم قادرون على إرسالهم للخارج لتلقي العلاج، فيرتكبون الجرائم ويرمون بالسجون، ولا أحد يحاسب المسؤول الحقيقي عن هذه الجرائم الذي لم يوفر العلاج لمرضى التوحد. S_ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة