طالبت خريجات دبلوم "فني توحد واضطرابات سلوكية" بإنشاء مراكز توحد للكبار إلى جانب مراكز توحد جديدة للأطفال تستوعب الأفراد المصابين بإعاقة التوحد سواء كانت المراكز حكومية أو أهلية , يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه عضو هيئة التدريس بالمركز الوطني للدراسات والتطوير الاجتماعي الدكتورة صفاء وفيق على وجود 120 ألف طفل مصاب بالتوحد في المملكة في المدن الرئيسية الثلاث (الرياض، الدمام، جدة) وفقا لأحدث دراسة عن التوحد بالمملكة أجراها استشاري أعصاب الأطفال بكلية الطب الدكتور أحمد الجارالله. كما استشهدت وفيق خلال حفل تخريج أول دفعة "فني توحد واضطرابات سلوكية" أواخر الأسبوع الماضي بأحدث إحصاءات الجمعية الأمريكية للتوحد، التي أثبتت وجود إصابة واحدة بالتوحد لكل 60 حالة بما يعادل 5-15% حالة لكل 10 آلاف ولادة. وأوضحت أن التوحد اضطراب نمائي شامل ومعقد يظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل نتيجة لخلل أو عطب في الجهاز العصبي المركزي ويتمثل هذا العطب في ثلاثة جوانب: (الإدراك، التواصل البصري، والتفاعل الاجتماعي). فيما أكدت مديرة الإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة الرياض لطيفة أبو نيان ضرورة تأهيل المصابين بالتوحد، ووصفت ذلك بالواجب الاجتماعي والديني؛ حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الأساسية، مؤكدة وجود إمكانات لذلك، داعية إلى ضرورة التطوع في المراكز التأهيلية لما يعوده من فائدة على المجتمع. وطالبت الخريجات بافتتاح مراكز توحد حكومية لتوفير فرص وظيفية لهن، وانتقدت الخريجة نورة عبدالرحمن قصور الأداء في بعض مراكز التوحد، مشيرة إلى أن المركز الوحيد المتكامل لرعاية التوحد هو مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد؛ واصفة ما يجده الطفل التوحدي في هذا المركز من رعاية نفسية ووظيفية وعلاجية كاملة بالجيدة. كما انتقدت قلة أعداد المراكز وقلة استيعاب الكثير من راغبي التسجيل في المراكز وقصورا حادا في أداء الموجود حاليا. مشيرة إلى اكتفاء بعض المراكز ب25 طفلا فقط. وأبدت زميلتها الخريجة جواهر الجلعود استياءها من الشروط الصارمة التي تفرضها المراكز الخاصة لاستقبال حالات التوحد، وتطالب الجلعود بافتتاح 4 مراكز حكومية للتوحد على الأقل في غرب وشرق وجنوب وشمال العاصمة. وتؤكد زميلتهن شذى الخليوي أن قوائم الانتظار في المراكز تصل إلى 200 و300 طفل توحد. واتفقت روعة بن سهيل مع زميلتها على صعوبة تحمُّل الأهالي لدفع المبالغ التي تطلبها مراكز التوحد محتجة على توقف تعليم أطفال التوحد عند السن ال15، وقالت إن فئات كبار التوحد مهملة فهناك رجال ونساء يعانون من التوحد مطالبة بافتتاح جهات تعليمية وتأهيلية مهنية لكبار التوحد. إلى ذلك، تبنت الجمعية السعودية للتوحد فكرة تقديم دبلوم معتمد من الخدمة المدنية - قبل عامين ونصف- كخطوة أولى للمبادرة نحو تقديم خدمات هامة، تعد من أولويات احتياجات أطفال التوحد، واستقطب الدبلوم حينها 22 طالبة، وتخطت الطالبات 72 ساعة دراسية، مضافة إلى ساعات التدريب الميداني.