حددت المحكمة الإدارية في منطقة مكةالمكرمة 20 شعبان المقبل موعدا للنظر في قضية اتهام والد طفل لمستشفى حكومي بإهمال تسبب في إعاقة دائمة لابنه الرضيع (شلل، فقد نظر وسمع، وتشنجات مستمرة)، مشيرا في لائحة الدعوى التي تقدم بها للمحكمة إلى أن من أشرف على ولادته لم تكن طبيبة. وفيما رفض علي عسيري والد الطفل استلام ولده باسم، الذي ولد في مستشفى الولادة والأطفال قبل عامين، لحين انتهاء القضية «بسبب التلاعب وتضارب ثلاثة تقارير طبية صدرت بعد ولادته الطبيعية»، أكد ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة في المستشفى عبدالله الميمني رفض والد الطفل استلام ابنه منذ ولادته، مشيرا إلى أن هذه الحالة ليست الأولى التي يرفض فيها ولي أمر استلام ابنه أو ابنته. وكشف الميمني عن وجود ثلاث حالات مماثلة لحالة الطفل لا تزال منومة في المستشفى منذ خمسة أعوام، رغم الاتصالات المتكررة مع أولياء أمورهم لاستلامهم. وأشار الميمني إلى أن الطفل باسم عسيري، يعاني من عيب خلقي منذ ولادته، نافيا أن يكون السبب في ذلك (خطأ طبي)، «كما يدعي والده»، موضحا أن الطفل يرفض تناول الطعام ما اضطر الأطباء إلى تغذيته عبر الأنف ومن خلال الأنابيب، إذ شكلت وزارة الصحة لجنة طبية للتحقيق في القضية. وبحسب علي عسيري، فإنه اتجه إلى المحكمة الإدارية بعد أن رفض حكم الهيئة الصحية الشرعية الإضافية في منطقة مكةالمكرمة، والتي حكمت قبل شهر غيابيا بصرف النظر عن الدعوى وإسقاط الحق العام وتبرئة مستشفى الولادة والأطفال، معتمدة على تقرير طبي واحد، فيما أهملت تقررين آخرين يدينان المستشفى على حد تعبيره. وقال في لائحة الدعوى: وضعت زوجتي طفلا سليما مطلع شهر ربيع الثاني من العام 1429ه، لكنه تعرض لنقص في الأوكسجين أثناء الولادة تسبب في إعاقات دائمة، محملا المستشفى سبب تلك الإعاقات، خصوصا أن من أشرف على ولادة ابني لم تكن طبيبة. واتهم عسيري أطباء المستشفى بالتلاعب في التقارير الطبية وبيانات الطفل الذي لا يزال يرقد في المستشفى منذ ولادته قبل عامين، حيث يشير تقرير طبي أصدره المستشفى ساعة الولادة إلى استدعاء طبيب الأطفال بعد الولادة مباشرة، نتيجة عسر التنفس وأدخل غرفة الحضانة، وبعد ساعتين من الولادة لوحظ عليه زرقة أثناء البكاء. وانتهى التقرير إلى عدم وجود مضاعفات لدى الأم أثناء الحمل «الطبيعي»، مطالبا بنقل الطفل إلى مركز رعاية أعلى، ويحتاج إلى تحويل لمستشفى الملك فيصل التخصصي. ويتابع والد الطفل: «بعد 25 يوما على ولادة ابني نقل دون علمي إلى مستشفى الملك فهد في جدة لإجراء إشعة مقطعية، وحصلت على تقرير يحمل اسم مولود غير اسم ولدي، كما أن عمره في التقرير تجاوز ال 16 عاما، فيما ولدي لم يتجاوز الشهر الواحد». وبحسب والد الطفل، فإن التقرير أكد على أن الجهاز البطيني والنسيج الحشوي للمخ سليم ولا يوجد فيه دليل على اضطراب في مادة الدماغ البيضاء، وهذا ما يؤكد أن الولادة طبيعية وأن المشاكل حصلت بعد الولادة. وأوضح عسيري أنه يملك تقريرا طبيا آخر موقع من الطبيبة التي تدعي إشرافها على الولادة حصل عليه بعد شهر ونصف الشهر من التقرير السابق، يوضح أن تنويم المولود كان بسبب سرعة في التنفس بعد الولادة وبعد تنويمه ظهرت عليه أعراض تشنجات عامة مع تيبس في العضلات. وخلص عسيري إلى أن التقرير طالب بخروج المولود إلى المنزل حيث يمكن رعايته رعاية منزلية، مؤكدا «التقرير» على أنه لا يوجد تشنجات ويرضع رضاعة طبيعية من الفم، رغم أن المولود يتناول الحليب عن طريق الأنابيب وهذا مخالف للواقع.