لا شك أن نظام نطاقات العمل الذي استحدثته وزارة العمل جاء ثمرة جهد مضن يحسب لوزارة العمل، فقد انبثق هذا النظام عقب ورش عمل كثيرة حسبما صرح مسؤولو الوزارة. النظام الجديد يضمن لكل ذي حق حقه من أرباب العمل فالقطاعات التي تساهم في توظيف الشباب السعوديين وتسعى سعيا حثيثا في السعودة يكن لها امتيازات في التجديد لموظفيها من غير السعوديين وهذا بمثابة الحافز للعمل على توظيف الشباب وفيه عقاب للقطاعات غير الملتزمة بالسعودة فتدخل الدائرة الحمراء وتحرم من التجديد لوافديها، نظام النطاقات الجديد يمسك العصا من المنتصف ولا شك أنه إذا ما خلا من أي محسوبية ومزايدة سيتم من خلاله سعوده كثير من الوظائف في القطاع الخاص مما سيقلص نسب البطالة بين فئات الشباب الباحثين عن العمل، وقد تكلل هذا النظام الجديد بمباركة قائد مسيرة التنمية في البلاد ومليكها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حين قال لمعالي وزير العمل: (طبق النظام علي وعلى أبنائي) في هذه العبارات قمة الشفافية وروح العدل والإنصاف. وبما أن النظام جديد وسيطرح بآلية ستحقق له ما يرجى منه بيد أن المتعاملين معه ومن سيطبق عليهم ليسوا حديثي عهد بالوزارة وأنظمتها، فهناك قطاعات لا تريد تلك الدوائر والأطر التي ترى منها قيودا وأصفادا على نشاطاتها وترى منها عراقيل وعتبات فتبدأ تلك القطاعات الممتعضة بالالتفاف على النظام بشتى السبل وكل الطرق المتاحة ولعل أيسر تلك السبل التوظيف الوهمي والذي سود صفحات الجرائد فتطالعنا به في كل حين حتى ملأت تلك المحلات السمع والبصر وبذلك يكون ذلك القطاع الملتف قد حقق نسب السعودة ودخل الدائرة الخضراء دون تعب ولا عناء، فكثيرون هم من لا يحبذون قيود النظام ويستمتعون بكسره، فقد سبق ذلك النظام أنظمة كثيرة منها سعودة محال بيع الخضار والفواكه والتي تعج بالوافدين وكذلك لمن تسعفه ذاكرته ويتذكر نظام سعودة سيارات الأجرة (الليموزين) والذي ما زال رهن الأدراج. فيما يبدو لي أنه لو تم سعودة النشاطين سابقي الذكر لتم القضاء على معضلة البطالة إلى الأبد. الأيام حبلى بالكثير وما نتمناه اليوم هو التوفيق لوزارة العمل في تطبيق نظامها الجديد بآلية تحقق من خلالها ما تنشده كوزارة وما ينشده الشاب كمواطن يريد أن يحيى حياة كريمة على أرض بلاده فهل يكون ذاك؟ ياسر أحمد اليوبي مستورة