سمر المحيميد فتاة في العشرينات من عمرها، تحول عشقها لعالم الأعشاب والتغذية منذ صغرها إلى أن تكون معالجة في الطب البديل، بدأت مشوراها بعد أن حصدت درجة البكالوريوس من جامعة القصيم في مجال تغذية وعلوم الأطعمة، وواصلت في توسيع دائرة التعلم، وزادت معارفها في مجال تخصصها بعد أن حققت شهادة دبلوم طب الطبيعة من أكاديمة الطب التكميلي في دولة الإمارات الشقيقة، وهو ما أوصلها إلى اعتمادها كمدربة محترفة من قبل المركز الكندي، وممارس متقدم للهندسة النفسية. سمر تحدثت ل «عكاظ» عن تجربتها في عالم الطب البديل وقالت: في البداية كان اهتمامي في الهندسة النفسية ومن خلالها أحببت أن أتوسع وأتعلم علوما أكثر تساعد الإنسان فوجدت الطب البديل بابا واسعا من التقنيات الطبيعية والآمنة لمساعدة الآخرين، وهذا أساس إنجذابي للطب البديل كونه تقنيات تساعد الناس للعيش في حياة أفضل، ومن تلك الطرق العلاج ب(السوجك) والذي يعتبر أسهل وأسرع طريقه للتخلص من الآلام. فمثلا يستطيع الشخص التخلص من الصداع بدون استخدام أي مسكن وذلك عن طريق الضغط على نقاط معينه باليد. وأضافت سمر أنها قدمت بحثين في مجال الطب البديل الأول عن السرطان بعنوان ( الصراعات النفسية وعلاقتها بالإصابة بالسرطان لدى عينة من مرضى عنيزة) وتم عرضه في الموتمر الأول للتعليم العالي، فيما تطرقت في بحثها الآخر إلى مقارنة بين حبة البركة المزروعة عضويا والمحفوظة بثمرها، والأخرى المنتشرة في الأسواق التجارية من الناحية الكميائية والكروبيولوجية والعلاجية. وعن المعوقات التي واجهتها في رحلتها الدارسية والمهنية أوضحت سمر : مساعدة والدي سهلت أمورا كثيرة، فهما دائما التشجيع لي ولم أجد عقبة أمامى إلا ضيق الوقت، حيث إنني كنت أدرس في الجامعة وخلال الإجازات كنت أحضر الدورات التدريبية في التنمية البشرية والطب التكاملي، فلم أكن أحصل على وقت للإجازة. وأبانت الفتاة المعالجة أنها واجهت صعوبات في بداية ممارسة المهنة: «لم يصدر لي ترخيص لإنشاء المركز التدريبي، وذلك بسبب عدم قناعتي بشروطهم المتعلقة بالمساحة المخصصة للمركز، و عدد العاملين به لذلك اتجهت لعمل دورات مع مراكز التدريب والجمعيات الخيرية.إضافة إلى تدشين مركز للتنمية البشرية والطب البديل في أحد المنتزهات النسائية لنشر هذا العلم لأكبر شريحة ممكنة». وأشارت المحيميد إلى أن البعض لديه مفاهيم خاطئة حول الطب البديل؛ إذ أن البعض يعتقد أنه يقتصر على الأعشاب، فيما يشمل العلاج بالغذاء، الإبر الصينية،خلاصات الزهور والتدليك، إضافة إلى غيره من الطرق الطبيعية والآمنة. وزادت سمر: من خلال المركز قدمت بعض الاستشارات والنصائح إضافة إلى مجموعة منتقاة من الكتب والوسائط التعليمية المتعددة بمواضيع مختلفة في التنمية البشرية والطب التكاملي، فيما أخصص وقتي لشرح فوائد الأغذية العضوية للأطفال وكان تجاوبهم واضحا من خلال تجربتهم لبعض من هذه الأغذية. وأشارت إلى أن المركز استمر في تقديم النصائح والكتب المتخصصة لمدة سنتين، وهو ما حقق لي الهدف الذي أنشئ من أجله في نشر مفهوم التنمية البشرية والطب البديل. حيث تم إغلاقه بعد ذلك. وعن المواقف التي مرت بها من خلال عملها، أكدت أن بعض الحالات التي لا يكون لديها أي استعداد للعلاج أو تحمل مسؤولية المرض، فهم يكتفون بالشكوى وينتظرون الدواء ، بينما العلاج بالطب التكاملي يتطلب تحمل مسؤولية المرض قبل كل شيء والعمل على تطوير الذات على مستوى الروح،الفكر والجسد، ليصل الشخص إلى حالة توازن في الصحة. وعن قناعة الناس ذكرت أنه في بادئ الأمر لم تكن هناك قناعة تامة، بل كان بعضهم يشكك في قدراتها ولكن مع مرور الوقت أخذ البعض يتفهم أهمية الطب البديل وما يحققه من نجاح في علاج المصابين وأضافت «الحمد لله الحالات الإيجابية كثيرة فالتحسن في الحالات التي تعاملت معها في العديد من التطبيقات التي استخدمتها يصل إلى 80 في المائة، وذلك من فضل الله إذ جعلني سببا في مساعدة الناس». واختتمت سمر حديثها برسالة وجهتها إلى قريناتها وقالت «علينا نحن بنات هذا الجيل أن نطرق أبواب الإبداع لخدمة المجتمع والإنسانية. فأمتنا تنتظر منا الكثير، ويجب أن نقدم لها شيئا يساعد في الحفاظ على صحة البشر واستمرار الحياة». مشيرة إلى أنها أمضت ثماني سنوات وهي تمارس الطب البديل وستغادر الوطن إلى أمريكا بعد ثلاثة أشهر لمواصلة دراستها ونيل شهادة الماجستير.