جملة العنوان اشتقاق من إجابة لإحدى الحاضرات على تساؤل للكاتبة الرائعة منى المالكي وجهته في ختام محاضرتها (المرأة السعودية والوحدة الوطنية، ثنائية الحب والولاء لرسم خارطة الوطن) والتي ألقتها ضمن احتفالية نسائية باليوم الوطني في منطقة نجران. وكان محور التساؤل عن الأسباب التي جعلت أغلب نساء المنطقة يتخلفن عن حضور الفعاليات المقامة بمناسبة الذكرى 81 لليوم الوطني والتي أعد لها إعدادا جيدا ودعيت لحضورها من قبل أمير نجران كوكبة من مثقفات الوطن في خطوة تسجل لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله وتوجهه للنهوض بالجانب الثقافي على وجه العموم وثقافة المرأة النجرانية على وجه الخصوص. ومع اتفاقنا بمنطقية تساؤل المالكي وزميلاتها عن سر الغياب إلا أن إجابات البعض كشفت شيئا خفيا لم يكن للمغيبات دور فيه إلا في سكوتهن عن طرح ذات التساؤل على الجهات التي تبنت تنفيذ فكرة الأمير وكيف جعلوا من أمر الاستضافة سرا لا يعلمه إلا قلة منهم وبناء على ذلك التكتم جرت التنظيمات وتوجيه الدعوات لتقتصر على فئة قليلة بينما تم تجاهل العدد الأكبر من المهتمات بالشأن الثقافي في المنطقة. البعض منا أتاح لها التواصل المسبق مع الزائرات فرصة للقاءات خاطفة لم يسعف الزمان ولا المكان في إطالتها بما يرضي الرغبة الجامحة في حوارات هادفة تثري الفكر مع تلك الهامات الثقافية والتي لها حضور متميز في الوسط الثقافي وعدم الاستفادة من وجودهن كان بالفعل خسارة لنا لكن حيلتنا أننا لا نملك الوسائل التي تغير خططا رسمها البعض وجعلوا من أنفسهم المنفذين بحسب رأيهم وتوجهاتهم. تناقض الفكرة وكيفية تنفيذها لمسناه من حديث الأمير الذي أبدى من خلاله حماسه ورغبته في تفعيل الدور الثقافي للمرأة وإبرازها بما يوازي اهتمام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بأن تعطى مزيدا من الحقوق للمشاركة كعضو فاعل في مؤسسات الدولة وهذا ما حملته قراراته الأخيرة التي ستحسن وضع الكثير من النساء السعوديات. لقد كانت نظرته مشرقة وإيجابية لما سيتحقق للمرأة وكأن لديه قراءة مسبقة لما هو قادم، لكن الخوف يأتي من المنفذ يا سمو الأمير، والأفكار التطويرية عادة تحتاج عقولا نظيفة تواكب الفكر نفسه وتؤمن أن اليد الواحدة لا تنجز والشخصية المستنسخة نفسها في كل الأماكن والممثلة لجميع الأدوار لن تحقق شيئا يدوم بل تحرق نفسها قبل أن تفلح في إخفاء غيرها.. ولابد لها من الإدراك جيدا أن لكل مهمة أشخاصا قادرين على القيام بها إما للتخصصية أو لحرية التحرك أو لاتساع النظرة في محيطها حول ما يجوز فعله أو ما لا يجوز لاعتبارات اجتماعية لا تخفى على أحد. ما نقوله ونؤكد عليه سمو الأمير إننا فخورون بنظرتك المتفائلة لمستقبلنا الثقافي وسعداء جدا بدعمك وتشجيعك وثق أن فينا الكثير من المثقفات لديهن القدرة على النهوض بكل فكرة إيجابية تدفع بمجتمعهن درجات أعلى إلى الإمام، ما يحتجنه زيادة من الثقة والبعد عن وضعهن دائما في قالب الضعف وعدم القدرة على الإنجاز. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة