أكدت الناقدة وكاتبة «عكاظ» منى المالكي أن المرأة والقبيلة موضوع شائك مثار حيرة وتساؤل دائمين، وأضافت «دائما ما نتهم العادات والتقاليد بأنها السبب وراء إقصاء وتهميش المرأة، بل ونتجاوز ذلك إلى القول إن المرأة خارج منظومة القبيلة تمارس دورا رياديا وقياديا، أي أن القبيلة هي السجن الأكبر التي تحول دون تحليق تلك المرأة خارج السرب. وقالت المالكي في محاضرتها «المرأة والقبيلة.. الحلقة الأقوى في حضرة السلطة الناعمة» البارحة الأولى في نادي تبوك الأدبي: «ارتبطت القبيلة دائما بالعنصرية ضد المرأة، وتهميشها، بل إن من تنتمي إلى قبيلة يكون كسرها للنسق المعتاد على علاته مفاجئا بل وصادما، مع أن هناك شواهد تشير إلى دعم المنظومة القبلية وتقبلها للدور النسائي في حقب تأريخية معينة، وحتى على مستوى الممارسة الحياتية لأولئك الأولين»، وأضافت «لنكن أكثر إنصافا فنقول إن تلك النظرة الجاهلية تحكم أطيافا من المجتمع وتحدد مواقف تلك الأطياف من المرأة دون أن ننكر أن في مجتمعنا من يمتلك تلك النظرة الواعية»، مذكرة بتعامل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وأشارت المالكي إلى أن الخطاب الذي كانت فيه المرأة مستورة محجوبة، مكانها في الخلف دائما وراء الجدران أو خلف النقاب وإن سيطرت وأدت دورا في تسيير الأمور في البيت أو الحكم فإن ذلك لابد أن يكون من وراء الستار وخلف واجهة مقبولة يتصدرها الرجل لذا يتجه الخطاب إليها بالكناية والرمز وعدم التصريح المباشر، فأصبح الحديث الصريح عن المرأة نوعا من الكلام الحرام اجتماعيا وبلاغيا يقع المتحدث به في حرج بالغ فالحاجة إلى ستر الألفاظ الدالة على المرأة كالحاجة إلى ستر المرأة دلاليا وواقعيا وهنا تسعف الكناية في تجنب هذا الحرج الاجتماعي، كظاهرة الأسماء المستعارة التي نراها رائجة في الصفحات الشعبية على نحو خاص، وفي منتديات الإنترنت بشكل عام، مفضلة المرأة المشاركة من وراء حجاب، مؤكدة أن هناك ضغوطا اجتماعية تحول بينهن وبين أن يفصحن بأسماء تأبى أسرهن لها أن تظهر في العلن. وقالت: «ذلك يعود إلى خطاب التغييب للمرأة في التراث العربي عبر أسلوب الكناية». وذكرت المالكي في محاضرتها ما حظيت به المرأة في العهد السعودي مدللة على دور المرأة في قيام الدولة السعودية عبر دور الأميرة نورة بنت عبد الرحمن شقيقة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن في توحيد المملكة، وقالت: «الدولة السعودية الحديثة تكن للمرأة العرفان والجميل».