ها هو فجر يوم جديد يطل علينا بتداعياته وتطوراته على هذه البلاد مزيداً من المتانة والرسوخ بفضل حكمة الساسة ووضوح السياسة.. واليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ما هو إلا تأكيد لاستمرارية السياسة الحكيمة التي ينتجها حكام هذه البلاد الذين يسيرون بخطى ثابتة مبنية على أسس راسخة لا تتغير ولكنها تتطور دائماً لما يخدم الإسلام والمسلمين والعروبة والوطن والمواطن. ومن تلك الأسس هو ما تسير عليه الدبلوماسية السعودية التي بدأها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وسار على نهجها أبناؤه من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله في عمره والتي تقوم أساساً على احترام أحكام الشريعة الإسلامية الغراء التي من ضمن ما قررته احترام المواثيق ونصرة المظلوم وحسن الجوار. كذلك تقوم على احترام المعاهدات الدولية والأعراف الدبلوماسية في علاقتها بالدول الأخرى، وتميزت دبلوماسية المملكة بالرزانة والاستقرار وهو ما جعلها محل احترام على المستوى الإسلامي والعربي والدولي. وقد شهدت علاقات المملكة الدبلوماسية تطورا هاما في مختلف المجالات وسائر الاتجاهات فلاقت بذلك نجاحاً يعقبه نجاح باسترشاد أبناء مؤسس المملكة الذي أرسى عليها هذه العلاقات، فعلى صعيد الزيارات، يفد إلى المملكة العديد من الوفود على جميع المستويات للتباحث مع نظرائهم في الموضوعات الهامة المطروحة على بساط البحث وفي المقابل لا تكف الوفود السعودية عن زيارة البلدان العربية والإسلامية والأجنبية للتباحث فيما يهم العلاقات الثنائية والدولية، خاصة في ما يتعلق بالشؤون العربية والإسلامية. وتحرص المملكة على حضور المؤتمرات الدولية خاصة المؤتمرات الإسلامية منها وتشارك فيها على أعلى المستويات وتتخذها منبراً تدافع من خلاله عن قضايا أمتها العربية والإسلامية. وتستهدف دبلوماسية المملكة دعم القضايا الإنسانية وخدمة السلام العالمي باعتبار أنها دولة إسلامية تنشد السلام وتهتم بالإنسان، فكانت السباقة في تقديم المساعدات للدول النامية الدول التي تصاب بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات كما تساهم المملكة في تمويل العديد من مشاريع التنمية في بلدان العالم الثالث من خلال عضويتها في البنك الإسلامي للتنمية والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الأغذية والزراعة، ولا شك أن كل ذلك يدعم مكانة المملكة على صعيد العلاقات الدولية ويضمن لها مناصرة وتأييد دول العالم في المحافل والمنظمات الدولية. لقد أنعم الله على هذه البلاد منذ تأسيسها بقيادة تاريخية فريدة قامت سياستها على مجموعة من المبادئ والمثل التي يتم الالتزام بها كثوابت لا يجوز مخالفتها أو الخروج عليها وتلك الثوابت تتبلور في الالتزام التام بالشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية واعتماد أسلوب التروي والاعتدال في اتخاذ القرارات والبعد عن التطرف، والاتزان والهدوء في معالجة القضايا، والابتعاد عن المهاترات الإعلامية وردود الأفعال الغوغائية. مما جعل العالم يتجه بأنظاره لهذه البلاد ولقيادتها الرشيدة لما تتمتع به من ثبات الموقف والمبدأ.. يقول أحمد شوقي: إذا عمدوا لمآثره اعدوا لها الإتقان والخلق المتينا وليس الخلد مرتبة تلقى وتؤخذ من شفاه الجاهلينا د. بندر محمد جميل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية طاجيكستان