ترقب الناس جلسة الاثنين لمجلس الشورى باهتمام شديد وتطلع كبير لما سوف تنتهي إليه بخصوص مقترح بدل السكن لموظفي الدولة، ومع أننا أشرنا في مقال سابق أن الموضوع مجرد توصية إن أقرها المجلس فلا يعني ذلك أن بدل السكن سيدخل قريبا في حسابات الموظفين، وإن لم يقرها ف «يا دار ما دخلك شر»، إلا أن الجميع كان ينتظر النتيجة كيفما كانت، لكن المفاجأة أن التوصية غابت عن جدول الجلسات لسبب يكشف لنا بعض ما يجري في كواليس المجلس.. كان مقررا أن يحسم موضوع بدل السكن خلال الفترة الثانية من الجلسة على أن يناقش في الفترة الصباحية مشروع الغذاء وتقرير لوزارة الشؤون البلدية والقروية، لكن رئيس الجلسة طلب تقديم تقرير البلديات بسبب حضور مندوبين عن الوزارة، وعندما استنفد التقرير كامل الفترة الأولى خصصت الفترة الثانية لمشروع الغذاء الذي بدوره استهلك كامل وقت الفترة الثانية، ليختفي موضوع السكن من برنامج جلسة ذلك اليوم إلى أجل لاحق.. هذه هي الحكاية بكل بساطة يا إخواننا، المجلس يطبق قاعدة «من سبق لبق»، حضر مندوبو وزارة الشؤون البلدية قبل غيرهم فتقدم موضوعهم، وتحدثوا كثيرا فاستهلكوا كل وقت الفترة الصباحية، وحتى لا يغضب مشروع الغذاء فقد تم منحه الأولوية في الفترة الثانية على حساب مشروع السكن.. هذه هي المرونة التي تطالبون بها أيها الناس، وها هو مجلس الشورى يؤكد التزامه بها على طريقة المثل الغربي الذي يمكن ترجمته بأن من يصل أولا يخدم أولا. استيقظ مسؤولو البلديات مبكرا فوصلوا المجلس مبكرا، ولأنه «مجلس» فمن واجب الضيافة عدم مقاطعة كلام الضيف حتى ينتهي، كما أن الواجب يقتضي إعطاء الفرصة والأولوية للضيف الآخر الذي انتظر طويلا دوره في الكلام، والاعتذار للضيف الثالث عن ضيق الوقت، والله يحييه في أي وقت طالما المجلس مفتوح.. مواضيع مجدولة، ووقت محدد معروف مسبقا لكل موضوع، والتزام واحترام للوقت، هذا ما كنا نعتقده في جلسات مجلس الشورى. وحين تتم جدولة موضوع مهم في يوم محدد ينتظره كل المواطنين ثم يعاد إلى طابور الانتظار.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة