أكد الناشط السوري ياسر العيروط عضو تنسيقيات الثورة السورية، أنه إذا استمر النظام السوري بعقلية الحل الأمني، فإن هناك مخاطرة كبيرة من ذهاب سورية إلى حرب أهلية مفتوحة تستمر فترة طويلة، وأكد العيروط أن المعارضة السورية لا تحبذ النموذج الليبي؛ لكنها تريد حماية المدنيين. وقال في حوار أجرته عكاظ إن الوضع الداخلي أصبح معقدا بشكل كبير والشعب السوري لم يعد يقبل بالظلم. مؤكدا أن التظاهرات لن تتراجع والتحول الديمقراطي أصبح مطلبا أساسيا. وفيما يلي وقائع الحوار: • كيف تنظر إلى الوضع الداخلي، وما يحصل من قمع للشعب السوري؟ في الحقيقة الوضع السوري الداخلي أصبح معقدا، والشعب السوري لم يعد يقبل بالظلم أبدا،والنظام يذهب بالشعب إلى مرحلة خطيرة جدا، والتظاهرات لن تتراجع والتحول الديمقراطي أصبح المطلب الأساس. • كيف تنظر إلى المواقف الدولية حول الأحداث في سورية؟ نأسف لهذه المواقف التي تتخذ قرارات خجولة، وأقل من المطلوب بكثير؛ أمام ما يحدث في سورية. هذه القرارات لا تعني شيئا؟ نحن نقدر بعض المواقف الدولية، ولكن من الضروري أن يتخذ قرار دولي حاسم من أجل حماية الشعب السوري، لم يعد من الممكن السكوت على هذا الموضوع. • هل أنتم كمعارضة تطالبون بتدخل دولي كما حصل في ليبيا؟ نحن لا نحبذ السيناريو الليبي، لكننا نريد حماية دولية للشعب السوري، والحل العسكري لا نحبذه، ونريد حماية حقيقية للشعب السوري، ومن الممكن أن تتدخل الدول العربية وتتخذ قرارا حاسما من أجل وقف آلة القتل في سورية. والدول العربية باستطاعتها أن تفعل الكثير، وهي تعرف تماما كيف يمكن أن تتم حماية الشعب السوري. إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي حتى الآن لم تتخذ قرارا جديا، وجامعة الدول العربية أيضا لم تتخذ قرارا يمكن أن يؤدي إلى حماية الشعب السوري من القتل. • ما هي أبرز الخلافات التي كانت تعيق التوافق بين قوى المعارضة؟ الخلافات على بعض الحصص إضافة إلى الإجراءات التي ستتخذها المعارضة بعد انتقال السلطة. وهو الآن يتوافق على آلية معينة للعمل في المرحلة المقبلة. فمن الضروري أن تتوافق جميع القوى المعارضة حول المجلس الانتقالي لكنهم في النهاية تجاوزوا كل هذه الخلافات. • استمعنا لمواقف أردوغان حول سورية، وتأكيده على أن الأسد سيرحل عاجلا أم آجلا كيف تنظر إلى هذا الموقف؟ نحن نحيي موقف رئيس الوزراء التركي حتى ولو أن مواقفه تأخرت كثيرا، ونتمنى عليه أن يقف مع الشعب السوري، وقفة حقيقية و أردوغان يقرأ الأحداث بشكل جيد، ويعرف ما ستؤول إليه الأمور، ونحن نتمنى عليه أن يقف إلى جانبنا للوصول إلى حل لمعاناة الشعب السوري ونحن معه في هذا السياق. • كيف تنظر إلى جامعة الدول العربية خصوصا بعد وصف الأسد لموقفها الأخير بأنه عدواني؟ الجامعة العربية لم تتخذ أي موقف عدواني باتجاه النظام السوري، ولا تجاه الشعب السوري، حتى أنها لم تتخذ قرارا مناسبا لغاية الآن، في الوقت الذي كان فيه الشعب السوري ينتظر الكثير الكثير من جامعة الدول العربية، وفيما يخص موقف النظام السوري، فالجميع يعلم أن أي موقف يعارض هذا النظام يعتبر عدوانيا. وفي هذا السياق على جامعة الدول العربية أن تقف مع الشعب السوري، وأن تكون مبادرتها أقوى، ونحن نتمنى أن تتدخل للضغط على النظام من أجل تحقيق المرحلة الانتقالية، ويجب أن تكون قراراتها حاسمة لأن الشعب السوري يقتل بطريقة لم يشهد ها العالم من قبل. • هل يمكن أن تتحول المعارضة إلى قوى مسلحة كما حصل في ليبيا خصوصا مع ازدياد عمليات الانشقاق داخل الجيش السوري؟ نتمنى أن لا نصل إلى حمل السلاح، وأن تبقى حركة الاحتجاجات حركة سلمية، ولكن النظام أخذ الشعب إلى مرحلة اللاعودة. فحجم القتل والجرائم التي تحصل في سورية قد تشجع الناس على حمل السلاح، ونحن لا نتمنى ذلك ولا نسعى إليه، ولا يوجد أي طرف في المعارضة يسعى إلى أن يحمل السلاح، ولكن الأمور تأخذ منحى آخر. • هل هناك خطر كبير بحصول حرب أهلية في سورية؟ إذا استمر النظام بهذه العقلية والأسلوب نخشى أن نصل إلى حرب أهلية، والجميع يشاهد عمليات القتل، ونحن نحمل النظام السوري مسؤولية ما يحصل، ونحن كمعارضة بعيدون كل البعد عن الطائفية، ونتمنى أن يعيش الشعب السوري كشعب واحد بكل أطيافه وانتماءاته؛ السني مع العلوي، والسني مع المسيحي، والمسيحي مع الدرزي، بكل الطوائف يجب أن نعيش سويا وأنا أقولها بكل صراحة لا يستطيع أحد إلغاء الآخر، لذلك علينا أن نتعايش ونبني سورية معا بدون أية مشاكل. نحن مع أن تأخذ كل طائفة دورها ولا أحد في المعارضة يريد أن يصل إلى حرب أهلية. • النظام يقول إن هناك مجموعات إرهابية تقوم بعمليات التخريب كيف ترد على ذلك؟ هذه الروايات غير صحيحة بتاتا، وهناك بعض المنشقين الذين يرفضون أن يكونوا قتلة. والجيش السوري تحول إلى قسمين: مجموعة خائفة أن تنشق ومجموعة انشقت، ولم تأخذ سلاحها معها، وهناك من انشق ودافع عن نفسه والنظام السوري يستغل هذا الأمر ليقول إن هناك عصابات مسلحة وعصابات إرهابية. إن تحركات المعارضة السورية سلمية ولا تحمل السلاح. • هناك من يقول إنه إذا تغير النظام في سورية ستتحول سورية إلى بؤرة للتطرف؟ العالم كله يعرف أن لا مكان للتطرف لا في سورية ولا في غيرها، وأن التطرف كان في كل دول العالم بسبب القمع والظلم، ونحن نسعى لأن تكون سورية دولة مدنية تحترم القرارات الدولية ودول الجوار، وأطمئن الجميع أننا بعيدون كل البعد عن التطرف. نحن نريد بناء سورية الجديدة كما أن الإسلام يرفض التطرف، ويدعو إلى السلام العالمي، ومن يقول إن هناك تطرفا في سورية فهو مغرض؛ لأنه يسعى إلى طمس الحقيقة، والحقيقة هي أنه عندما تكون سورية حرة ستبني وطنا وتشارك مع كل شعوب المنطقة في إحلال السلام العالمي.