تحلم أفكارنا بحياة يملؤها الحب والصدق.. ونضع لها كل صفة جميلة ذات معنى وفعل ثابت راسخ كالفولاذ.. ونستيقن أن هذه هي الحياة الصحيحة الواجبة على كل إنسان. وعندما نرتطم بالواقع نجده الحلم مجرد حلم.. وقتها يقف العالم بحقده أمامك ولا تجد أحدا يقف معك.. كأنك في حفرة حفرها غيرك بقصد ووقعت فيها.. الجحود جزء من مفاهيم الحياة ولولا الجحود ماعرفنا الوفاء.. كلام منطقي ولكن غير المنطقي هو إذا لم نعرف الوفاء !!.. ترى ما هي المشكلة ؟ هل الاستغلال صار ضريبة الحياة ؟ أم أولويات الحاضر تتطلب الجحود؟ أو لم يعد الإنسان خلوقا كما في السابق ؟؟.. من الطبيعي أن تمضي الحياة ولا تقف.. ولو باستطاعة شخص ساذج أن يوقفها بسبب جحود شخص ما.. لكان عليه أن ينتظر طويلا بدون أمل حتى ينظر في أمره.. من الطبيعي أن يتهم الشخص في نزاهته إذا لم يطابق قرارات الآخرين، ومن الطبيعي أن تجد نفسك حائرا أمام عدد من التهم، ويفهمك العالم مدى قسوته تماما عليك ويذكرك بأن من المنطق أن تكون أنت الخائن.. وإذا كنت المتهم يوما فهذا من نتائج أفعالك، لذلك لا تأسى على نفسك ولا على غيرك فهو ليس أفضل منك.. لنجعل الحياة أكثر بساطة أو موضوعية ونتفهم الأمر من ناحية العقل.. الوفاء يقابله الجحود.. دعنا ننظر متى يكون الجحود؟ إذا وفينا بجميع الحقوق والالتزامات.. لو تركنا الوفاء ونطبق نظرية أن جميعهم جاحدون.. ماذا يحدث؟ الأسرة غير مترابطة. الأصدقاء خائنون.. عالم مثل الأشباح!.. إذن المجرى الطبيعي للوفاء هو يقابله وفاء سواء قل أم كثر يبقى له أثر.. غير أنه يمكننا البعد عن مهيآت الجحود.. إذا لم نكن أذكياء، نستغبي أحيانا ولا داعي لأن نأخذ الأمور بمحمل الجد إذا حملوها بالجحود!!.. إذن الفرص موجودة لبناء روح رياضية.. وليست القسوة على نفسك مثلما يقسو عليك غير مجدٍ نفعا مادمت واثقا من نفسك.. حتى ولو ضاقت عليك حلقة الجحود.. تبقى ابتسامة الأطفال لها معنى آخر.. فجحود الأطفال أيضا له معنى آخر. منى الحربي