أن ترضي جميع الناس أمر يصعب عليك تحقيقه والأصعب من ذلك أن تنال ثقتهم ,أن تفهم الأخرين بميسروك وأن يفهمك الأخرون أمر لا تقدر عليه والسعادة الحقيقية هي أن يفهمك المحيطون بك . نحن نؤمن جميعاً أن هناك أشياء في الحياة يصعب علينا تحقيقها والوصول إليها إما لأنها مستحيلة أو لكونها تفتقر إلى معجزة لا نملكها وليس بمقدرونا فعلها ولكن هناك قوى تسكن داخلنا (عملاق نائم يطلب منا إقاضه) جميعنا يملك ثقافة سحرية خفية نريد أن نوقضها ننتشلها من الأعماق نسخرها لنكسب حب الناس نوظفها كي نروض تلك النفوس المتهورة المشتعلة البريئة التي لم تجد من يحضن فيها صدق العودة قبل الضياع والعزلة نريد أن ننفض الغبار عن ثقافة الإنصات وفن الإستماع فهي الطريقة الأقرب لكسب قلوب الناس وهي الطريقة الأمثل لجعلهم أكثر وعياً ووضوحاً أمام أنفسهم والإعتراف بأخطائهم لماذا لا نمنح من حولنا القليل من الهدوء والإنصات ؟ كي نصل إليهم ويصلون إلينا فقد أورثتنا التجارب وما أثبته علم النفس الاجتماعي بأن الإستماع الجيد من أهم الأدوات الرئيسية للوصول إلى قلوب الآخرين والتفاهم المثمر معهم ,الإستماع إلى الناس فن و مهارة ، بعض الناس ينسى أن الله قد جعل للإنسان لسانا واحدا وأذنين... ليستمع أكثر مما يتكلم (فمن يتحدث كثيراً لا يحتاج إلى أذنين) فعود نفسك على الإنصات لكلام الآخرين . ففي كتاب ستيفن كوفي “العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية”، تحدث الكاتب عن أب يجد أن علاقته بابنه ليست على ما يرام فقال لستيفن: لا أستطيع أن أفهم ابني، فهو لا يريد الاستماع إلي أبدا ً؛ فرد ستيفن: دعني أرتب ما قلته للتو، أنت لا تفهم ابنك لأنه لا يريد الاستماع إليك؟ أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له.إن هذا الأب نموذج مصغر للكثير من الناس، الذين يرددون في أنفسهم أو أمامنا: إنني لا أفهمه، إنه لا يستمع لي! والمفروض أنك تستمع له لا أن يستمع لك! فبراعتنا في الاستماع إلى الآخرين تجعلهم بارعين في محبتنا والاستئناس بنا . همسه : عندما لا تسمع أصوات تشد أنتباهك حاول أن تستمتع بالهدوء ركز حتى تسمع دقات قلبك في أذنك حينها فقط تستطيع أن تكون مستمعاً جيداً . أخيراً : لكل كلمة أذن ولعل أذنك ليست لكلماتي فلا تتهمني بالغموض. 1