لوجود صمت عربي مطبق وربما مخجل إزاء كل ما جرى ويجري فلا عجب أن تصيخ الآذان السمع لما يصدر هذه الأيام من جعجعة تركية بدأت منذ حكاية أسطول الحرية ولم تزل قائمة وسوف تستمر مادام أنها مجرد جعجعة لا ثمن لها، وما دام أن هذه الجعجعة تجعل من يقوم بها محط الأنظار ومعقد الآمال حتى إشعار آخر، أما واقع الحال فإنه لن ينتج عن كل هذه الجعجعة طحين ولا دقيق مثل غيرها من الجعجعات السابقة التي سمعتها الأمة من قبل ثم صحت على الهزائم والنكبات التي أخذ بعضها برقاب بعض !. لقد سمعنا كلاما كثيرا حول الدور التركي الجديد الداعم للحقوق الفلسطينية، وللربيع العربي، وتعددت الخطب وكثر الوعد والوعيد، ولكن لا شيء ولا عمل صاحب الوعود بل إن هناك مؤشرات على وجود خداع وتسليم لمن خدعهم الكلام كما حصل لبعض من لجؤوا إلى الأراضي التركية فوجدوا أنفسهم وقد أسلموا لمن فروا منهم وهم يدلون باعترافات تحت وطأة التعذيب الجائر الذي لا يطاق، فأين هي النصرة المزعومة بل أين هو الكلام الكبير الذي يتضمن بأن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما حصل ويحصل من جرائم ضد المدنيين العزل المطالبين بالإصلاح والحرية إذا كان مصير من يلجأ أن يسلم لمن هرب من بطشهم، ليفعلوا فيه ما يشاؤون بلا أدنى شفقة أو رحمة أو إنسانية. أما القول بأن الأساطيل التركية المرافقة لقوافل المساعدات سوف تملأ البحر الأبيض المتوسط تطبيقا لقول الشاعر العربي والقديم: «ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا» !. مع أن ذلك الشاعر لم يستخدم في حياته هو وقومه إلا الدواب ولكنها مجرد مبالغة شاعر كحتوت، لذا فليس بمستبعد أن تكون الجعجعة التركية حول أساطيلهم في البحر المتوسط عينة «أبا هند فلا تعجل علينا»!. وأن انتظار أهالي غزة لأساطيل أردوغان وشركاه سوف تطول كما أن نصرته للسوريين سوف لن تتعدى الخطب والوعيد بأن الصبر قد نفد من بشار الأسد فابشروا بالمدد!، ثم لا يكون عون ولا مدد، وإنما مجرد وعود وشعارات تتلقاها أفئدة يائسة حري بها ألا تصدق كل هذه الجعجعة وأن تردد قوله عز وجل «ليس لها من دون الله كاشفة». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة