حين يجتمع أكاديميان «الدكتور يوسف الحارثي والدكتور عبدالرزاق الحمد أستاذ الطب النفسي»، ومعبر الرؤى عايض العصيمي ومفسر الأحلام يوسف المنصور في برنامج على قناة محترمة «العربية»، لمناقشة تفسير الأحلام، فأنت هنا تمنح الموضوع الذي هو بحد ذاته شيق صبغة علمية، وإننا أمام نقاش علمي سيتم تثقيف المتلقي للحد من هذه التجارة. لكن وللأسف البرنامج أخذ منحى تسويقيا لترويج هذه السلعة، وإن اشتغل الضيوف الأربعة على ضرب باقي المنافسين بسوق التفسير، وإن أغلبهم دجالون يريدون التكسب ليس إلا، فيما هم يدخلون هذا المجال متسلحين بالعلم الشرعي لتفسير الأحلام، دون أن يوضحوا هل ثمة شهادة تؤخذ من جامعاتنا مفادها أن فلانا يحمل شهادة «بكالوريوس أو دكتوراة» في تفسير الأحلام والرؤى، أم أنك تحمل شهادة أخرى في علوم دينية لتمنح مهنة التفسير صبغة دينية؟. ويمضي حديث المفسرين إلى كتاب «تفسير الأحلام» لابن سيرين، وأنه أكثر الكتب مبيعا، مع أن أحدهم يقول إن «ابن سيرين» لم يؤلف الكتاب، ولا أحد منهم يتحدث عن كتاب «تفسير الأحلام» لابن فرويد عراب علم النفس، لأن قراءة هذا الكتاب تنسف تجارة تفسير الأحلام. في نهاية الحلقة يوغل الحوار في الغيبيات، إذ يفصل أحدهم كيف هي الروح تخرج من الإنسان وهو نائم، وإن تلقفها ملاك فهذه رؤية وإن تلقفها شيطان فجاثوم، وإن لم يتلقفها لا هذا ولا ذاك فهذا حلم. إمعانا في الضبابية يتفق الأربعة بأن الروح تخرج وتلتقي بأرواح الموتى، ومثل هذا الكلام لا يحتمله العقل العلمي، فيما العقل الأسطوري سيقول لك: من أنت؟. ولن يسألوهم من قال لكم كل هذا عن الروح، مع أن اليهود حين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم «عن الروح»، لاختباره وهل هو سيتحدث عنها كما يفعل المشعوذون، أم سيتحدث كما تحدث الأنبياء السابقون، لم يجب وانتظر الوحي، فجاء الوحي ليخبره: «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي». [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة