وبما أنني تحدثت عن السحر في كتاب التوحيد لصف ثاني متوسط أمس، يمكن أن نكمل في هذا المنهج، ففي الدرس الأول من الفصل الدراسي الثاني، والمبوب ب «باب ما جاء في العراف والكاهن ونحوهما»، وهو درس يمتد ليأكل عدة فصول ثم يختلط مع السحر والسحرة فلا تستطيع الفصل بينهم، مع أنه ومنذ البداية يخبرك الكتاب بأن العراف هو: «الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة». فيما الكاهن: هو الذي يأخذ عن مسترق السمع ويدعي علم الغيب في المستقبل، ولست أدري هنا هل مسترق السمع يأخذ بعض الغيب أم أنه وكما قيل أن السماء أغلقت ولا يمكن لك معرفة الغيب ما لم تتكئ على جهل الآخرين، لكن يمكنك معرفة ملامح المستقبل من خلال المراقبة والرصد والتخطيط؟ بعيدا عن السؤال فحضور تعريف «العراف والكاهن» بالتأكيد سيستحضر في ذهنية البعض طرفا ثالثا مشابها لهما، هذا الطرف لا يتحدث عنه كتاب التوحيد أو أي كتاب، ولا يتم التحذير منه، بل ونشاهده كثيرا في القنوات، ولرواج بضاعته أصبح لديه رقم مخصص من الاتصالات يمكن لمن لا يريد الذهاب أو الظهور أمام الملأ أن يتصل عليه مقابل مبلغ مالي، والعاملون في الاتصالات يؤكدون حجم ضغط الاتصالات عليه. وأعني هنا مفسر الأحلام الذي أصبحت مهنة للكثير، وهناك حملة شهادة الدكتوراة يعملون في هذا المجال، مع أني لا أجد فروقات بينه وبين العراف. فالعراف يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات يستدل بها، مفسر الأحلام في عصرنا يزعم أيضا أنه يعرف المستقبل بمقدمات يستدل بها، وهو حلم من يأتي له ليسأله عن تفسيره. فلماذا منع العراف ولم يمنع مفسر الأحلام، طالما كلاهما يعملان في نفس المجال وهو معرفة الغيب وما الذي سيحدث للإنسان، وهل سيتزوج أو ينجب أو أمامه رحلة سفر بعد «خطوتين»، أو ستأتيه ثروة وهو جالس في بيته؟ ربما الفارق الوحيد بين العراف ومفسر الأحلام، أن مفسر الأحلام وبعد أن يروي لك ما سيحدث في الغد ينهي حديثه ب«والله أعلم»، فيما العراف مازال مكابرا ويرد احتكار المعرفة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة