اعتبر الدكتور أحمد يوسف القيادي في حركة حماس والمستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، خطاب الرئيس الفلسطيني «أبومازن» في الجمعية العامة للأمم المتحدة متوازنا ومؤثرا وموفقا في عرض الإشكالية. وأفاد يوسف في حوار مع «عكاظ» أن الخطاب يعطي تطمينات لشركاء أبومازن الفلسطينيين بأنه سيعود للمصالحة في الأسابيع المقبلة. بيد أنه أشار إلى أنهم يعتبون على الرئيس الفلسطيني تجاهله للتشاور مع الفصائل الفلسطينية قبل التوجه للأمم المتحدة.. وفيما يلى نص الحوار: • اعتبرت حركة حماس خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة متناقضا وفارغ المضمون، فما سبب انتقادكم للخطاب الذي أشاد به كثير من الفلسطينيين؟ لا شك أن لحركة حماس عتابا شديدا على الرئيس أبو مازن في تجاهله لشركائه في الساحة الفلسطينية؛ في حين جاب العالم بحثا عن الدعم لقرار الذهاب إلى الأممالمتحدة. وكان الحديث دائما عن حالة من الغموض والضبابية. وهو ما جعل حماس في البداية «قبل خمسة أشهر» تتبنى سياسة الانتظار والترقب. لكن الرئيس مضى للأمم المتحدة، ولم يتوقف للتشاور معها، كما أن حماس كانت تأمل في اتخاذ خطوة باتجاه المصالحة الفلسطينية قبل التوجه للأمم المتحدة. واعتبرت تجاهلها إهانة لها، وأمرا يثير الشكوك، وربما لو كان هناك حوار مع حماس لكان الموقف مختلفا. وبالنسبة لي شخصيا، أرى أن خطاب أبومازن في الأممالمتحدة جاء متوازنا. ومكتوبا بطريقة مؤثرة جدا، استطاع كسب رضا الحضور في قاعة الجمعية العامة باستثناء أمريكا وإسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني موفقا في عرضه للإشكالية. موضحا أن المفاوضات مع الإسرائيليين وصلت لطريق مسدود، ولم تقدم للفلسطينيين شيئا. فنحن سعينا من خلال المجتمع الدولي وبشكل خاص عبر أمريكا والرباعية الدولية، لكنهم لم يفعلوا شيئا لإنقاذ المفاوضات أو الضغط على الطرف الإسرائيلي بهدف وقف الاستيطان واعتماد مرجعية للإطمئنان؛ إلى أنها ستنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية. وأبومازن كان واضحا في معظم ما طرحه من حجة ومنطق، وأعتقد أن هذا من أفضل ما تحدث به منذ توليه السلطة الوطنية الفلسطينية، مما أعطى تطمينات لشركائه الفلسطينيين بأنه سيعود للمصالحة في الأسابيع المقبلة. • ظهر بجلاء انحياز أمريكا لإسرائيل وتراجع الرئيس أوباما عن خطابه في القاهرة وتهديده باستخدام حق النقض «الفيتو» لإفشال المسعى الفلسطيني، لماذا في رأيكم هذا التراجع في الموقف الأمريكي؟ للأسف أمريكا في موقع لا تتمتع باستقلالية كاملة. فهناك جهات داخل الولاياتالمتحدة تؤثر على الكونجرس والإدارة الأمريكية. وتعمل على اختطاف الرأي العام الأمريكي بشكل يسيء لصورة أمريكا في العالم. وهذا ربما يكون السبب أن أمريكا هي الدولة الأكثر كراهية، أو التي لا تتمتع باحترام كبير بين الدول. ليس فقط دول العالم العربي والإسلامي، بل وحتى الدول الغربية لأنها ارتضت أن ترضخ للإملاءات الإسرائيلية. والكونجرس الأمريكي موال كليا لإسرائيل. وفي تركيبة السياسة في الولاياتالمتحدة تلعب جماعات الضغط «اللوبيات» والأموال ودوائر رأس المال دورا كبيرا في شراء الذمم والأصوات؛ لإنجاح نوع معين من المرشحين، وتعمل إسرائيل والحركة الصهيونية والجالية اليهودية على الاستحواذ على معظم المرشحين في الكونغرس ولذلك فهو موال لها. • جاءت ردود الفعل الإسرائيلية حيال خطاب أبو مازن متشنجة، وهددت إسرائيل بإلغاء الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية، فكيف ترون الموقف الإسرائيلي؟ ليس لإسرائيل أي موقف أخلاقي تتحدث به. وهي أصبحت دولة معزولة، ونفوذها في العالم بدأ يتراجع بشكل كبير، وخرجت تصريحات على لسان وزير دفاعها أيهود باراك وزعيمة المعارضة تسيفي ليفني مؤكدة أن إسرائيل أصبحت معزولة. والفلسطينيون هم الذين يتمتعون بتأييد وتضامن أكبر عدد من الدول، وأمريكا هي الدولة الوحيدة التي لازالت خارج الإجماع العالمي، تدعم إسرائيل بالحق والباطل وتوظف دبلوماسييها وسياسييها وترسانتها العسكرية لخدمة هذه الدولة اللقيطة على هذه الأرض العربية الإسلامية. • يبدو أن المصالحة الفلسطينية زالت تراوح مكانها رغم حرص الطرفين على التمسك باتفاق القاهرة، هل تعتقدون أن موقف السلطة وحركة حماس يخدم المصالحة في هذا الوقت ؟ أعتقد أننا سنتجاوز الأزمة التي صاحبت الذهاب إلى الأممالمتحدة، وسنعود للقاءات والاتصالات، ومحاولة التعجيل بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة.