قلص مؤشر سوق الأسهم السعودية خسائره في تداولات أمس والتي تحولت بعد مكاسب جيدة في أول الجلسة إلى خسائر مضاعفة نتيجة عمليات جني الأرباح ليس فقط في قطاع البتروكيماويات والبنوك بل طال أيضا الكثير من القطاعات الأخرى مثل الزراعة، الصناعات الغذائية، الاستثمار المتعدد، والإعلام والنشر، حيث كانوا أكبر الخاسرين، وتراوحت نسبة خسائرهم بنسب تجاوزت الواحد في المائة، فيما أغلق قطاع التأمين على ارتفاع 2.82 في المائة كأكبر الرابحين، وحققت سبع شركات فيه إغلاقا على النسبة القصوى تصدرها سهم بروج والذي استمر في تحقيق النسبب القصوى. وفي نهاية الجلسة تقلصت الخسائر ليغلق المؤشر على انخفاض طفيف قدره 4.3 نقطة وبقيمة تداولات بلغت 5.3 بليون ريال تقريبا، استمرت فيها ضغوط البيع على أسهم العوائد والأسهم القيادية في ظل غياب الأخبار الإيجابية التي قد تعزز من ارتفاعها وتحقيق مكاسب لها. ومن الواضح أن ضغط البيع على قطاع البتروكيماويات يأتي في ظل استمرار انخفاض أسعار النفط وكسرها لحاجز الثمانين دولارا، فيما سجلت بعض المؤشرات مثل مؤشر قطاع البتروكيماويات والذي انخفضت أسعاره بنسبة 1.64 في المائة، مقارنة بأول هذا العام، إضافة إلى تسجيل معدلات النمو الاقتصادي في الدول الصناعية مثل الصين انخفاضا مستمرا منذ ثلاثة أشهر مضت. كذلك مازالت أزمة الديون الأوروبية وارتفاع مخاطر الائتمان، وارتفاع معدلات الدين الأمريكي تلقي بظلالها على تحركات أسعار أسهم قطاع المصارف والبنوك، حيث تشير بعض التقارير غير الرسمية إلى انكشاف بنسب متفاوتة للبنوك السعودية للسندات الأوروبية والأمريكية. وربما تعطي هذه الأوضاع مبررات التحولات التي تشهدها سوق الأسهم وانجذاب السيولة إلى الأسهم الخفيفة والمتوسطة حتى ظهور النتائج الفصلية للربع الثالث والتي ستظهر تباعا هذا الشهر وحتى العشرين منه كما هو مفروض من قبل هيئة السوق المالية. وبنظرة على مسار المؤشر أمس نلاحظ أن نقطة 6136 شكلت مقاومة يومية تخللتها عمليات جني أرباح واسعة، كسر فيها المؤشر مرة أخرى مستويات 6100 نقطة، وكسر أيضا الدعم الأول عند 6096 نقطة، فيما تماسك عند دعم 6088 نقطة وارتد منه ليقلص الخسائر عند 6112 نقطة. وهذا التحول يحتمل أن يضع تداولات اليوم في نمط حيرة مؤقت حيث لا يتوقع أن تكسر نقطة الدعم السابقة عند 6088، فيما سيكون تجاوز مقاومة 6137 نقطة مؤشرا جيدا للصعود إلى مقاومة 6157 نقطة، وهو ما يعطي دلالات على أن المؤشر وعلى الأجل القصير، لايزال يستهدف نقطة مقاومة 6208 ثم 6304 نقطة. أما إذا كسرت نقطة دعم 6088 بتدالاوت اليوم فإن السيناريو سيشهد تحولا سلبيا يؤدي الى عودة المؤشر إلى اختبار دعم آخر عند 6064 نقطة وهو احتمال قائم في ظل ضغط البيع المستمر على الأسهم القيادية.