مواطن طلب مني ترميز اسمه ليكون الرمز هو (م.ع.م) قضى الله عليه بأن يحرم من نعمة الأبناء وهو راضٍ بقضاء الله وقدره وقد بقي محروما ستة عشر عاما، ثم رأى أن يتقدم بكفالة طفل عن طريق مكتب المتابعة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في العاصمة المقدسة، وكان هدفه من ذلك كسب أجر الكفالة وملء مشاعر الأبوة التي حرم منها سنوات عديدة، فكان له ما أراد حيث تسلم قبل نحو عام طفلا رضيعا في شهوره الأولى فأدخل وجوده السعادة على قلبه وقلب زوجه وحرك في قلبيهما مشاعر الأبوة والأمومة وكان بمثابة الغيث الهاطل على الأرض الجديبة لاسيما بعد ما سمعاه يناديهما ماما.. بابا، ولكن أخانا فوجئ أن ذلك الطفل الرضيع هو لامرأة محكوم عليها بالسجن وأنها حملته سفاحا فأودعت السجن العام في مكةالمكرمة وهي من جنسية شرق آسيوية وأن النظام ينص على ترحيلها إلى وطنها ومعها طفلها الذي رفضت إرضاعه أو احتضانه منذ أن وضعته وبالتالي فقد عبرت عن عدم رغبتها في ترحيله معها لأنها قروية وتخشى على نفسها من زوجها وأبنائها الكبار، ولذلك فهي تؤكد بأنها إن الزمت به عند ترحيلها فإنها سوف تتركه في أي مكان غير مبالية بما قد يحصل له من مخاطر قد تودي بحياته البريئة، وكان لما سمعه هذا الإنسان وزوجه وقع الصاعقة على رأسيهما لأنهما سيفقدان طفلا احتضناه نحو عام وسمعا منه للمرة الأولى كلمة الأبوة والأمومة ولأنهما سيجبران على تسليمه لمصير مجهول غامض قد ينتهي إلى إزهاق روحه، وهما يتساءلان لماذا يرحل الطفل مع من أنجبته سفاحا ثم تخلت عنه ولم تزل غير راغبة فيه رافضة استلامه وترحيله معها خوفا على نفسها من قومها وأسرتها. وما ذنب هذا المسكين أن تزهق روحه وقد وجد أسرة حاضنة مستعدة لكفالته ورعايته والحدب عليه حتى يبلغ مبلغ الرجال، ولماذا تحرم هذه الأسرة اليائسة من أن تنعم بمشاعر الأبوة والأمومة وأجر ثواب الكفالة مادام أن ذلك ممكن ولو عن طريق الاستثناء من النظام مادام أن من ولدته مستعدة للتخلي عنه إبقاء على حياته وحياتها أيضا.. ويوجه صاحب الرسالة نداءه الممزوج بدموعه إلى صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وإلى صاحب السمو الملكي نائبه وإلى صاحب السمو الملكي مساعد الوزير واثقا أن الرحمة التي تلملأ قلوبهم كفيلة بإنهاء مأساة هذا الطفل اليائس لأنه ليس له بعد الله سواهم.