أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن المجلس، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، أطلق قناة تواصل بينه وبين مجالس المناطق إيمانا بالدور التكاملي والحيوي الذي يمكن أن يصنعه هذا التواصل من خلال تلمس حاجات المناطق ومتطلباتها، وإيجاد تعاون بناء يسهم في الرقي بكل رقعة من هذا الوطن, وتعزيزا لأهمية هذا التعاون فقد أنشأ المجلس لهذا الغرض إدارة تعنى بذلك تحت مسمى “إدارة شؤون مجالس المناطق”. وبين في كلمة له في اللقاء السنوي للسنة الثالثة من الدورة الخامسة للمجلس، أنه في إطار الحرص على التواصل مع المواطنين والوقوف على تطلعاتهم واقتراحاتهم وآرائهم، فقد أنشأ المجلس لجنة متخصصة تسمى “لجنة حقوق الإنسان والعرائض”، تهتم بدراسة ومناقشة الاقتراحات والآراء، وصولا إلى الرأي الأصوب والأكمل, وتعقد هذه اللجنة اجتماعات متتابعة يخصص بعضها للقاء بالمواطنين, كما أنشأ المجلس إدارة خاصة للتواصل مع المواطنين تعنى برصد ومتابعة مطالب المواطنين واقتراحاتهم وتحقيق بعد آخر من التواصل معهم وملامسة همومهم وتطلعاتهم. وأضاف أن المملكة ترفل بوافر من النعم، ويوما بعد يوم يجد المواطن في هذه البلاد عطاءات وإنجازات جديدة يصعب قياسها ويتعذر حصرها, فكانت إنجازاتكم يا خادم الحرمين الشريفين لا تحد بحدود ولا ترتبط بزمن, واختصرتم المسافات من أجل رفعة المواطن وعلو شأنه وطيب عيشه، وشملت توجيهاتكم وقراراتكم خلال العام الماضي شؤون المواطنين, واستهدفت تحسين مستوى المعيشة ومواجهة ظروف الحياة والانسجام مع متطلباتها المتزايدة، وركزت هذه القرارات على موضوعات تنموية ومعيشية تصب في مصلحة المواطن، وتسهم في دعم مسيرة البناء والإصلاح، حيث شملت مجالات الإسكان، الصحة والأمن، الخدمة العسكرية، تحسين مستوى الدخل، الضمان الاجتماعي، البطالة، التعليم، الابتعاث، تعزيز الرقابة، مكافحة الفساد ودعم الإفتاء. وأضاف آل الشيخ في المجال العلمي والثقافي، أصدرتم قراركم بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة عملا بسياسة تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من التقنيات المتقدمة في هذا الخصوص. وفي خضم ما تشهده الساحة العربية من أحداث متسارعة انتهجتم رؤية سديدة وموفقة تجاه هذه الأحداث، وأكدتم على أهمية الأمن والاستقرار واجتماع الكلمة ووحدة الصف، وكان موقفكم مع أشقائكم في دول الخليج تجاه ما تعرضت له مملكة البحرين الشقيقة، موقفا عظيما ونبيلا يعبر عن مدى التلاحم والترابط والمصير الواحد الذي يجمع أبناء الخليج، ويؤكد الوقوف صفا واحدا ضد كل ما يراد لدوله, ثم جاء الإعلان عن المبادرة الخليجية تجاه الأزمة السياسية في اليمن الشقيق لتنم عن عظم الإحساس بالمسؤولية تجاه الأشقاء والرغبة الصادقة في الخروج من الأزمة بسلام واستقرار للشعب اليمني الشقيق, وترجم خطابكم الأخوي الصادق إلى الأشقاء في سورية نبل مواقفكم، حينما أعلنتم وقوف المملكة تجاه مسؤوليتها التاريخية وطالبتم بوقف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل والاختيار بين الحكمة أو الانجراف إلى الفوضى والضياع. وأكد آل الشيخ أن مجلس الشورى أنجز كثيرا من الأعمال والمناقشات والتوصيات والقرارات في العام الماضي، وخلال 78 جلسة أصدر عددا من القرارات حيال الموضوعات التي درسها وناقشها. وزاد آل الشيخ درس المجلس تقارير الأداء لأجهزة الدولة المختلفة المحالة إليه وأصدر حيالها 51 قرارا تضمنت ملاحظاته ومرئياته حيال هذه التقارير تحقيقا لغايات تلك الأجهزة وسعيا لتطوير أدائها، كما أصدر المجلس 66 قرارا تتعلق بالاتفاقيات والمعاهدات بين المملكة والدول والمنظمات الدولية في المجالات المختلفة. وقال “صدرت موافقتكم خادم الحرمين الشريفين على قيام المجلس بتوجيه الدعوة لعقد الاجتماع التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات مجموعة الدول العشرين في العام المقبل في المملكة, وحظيت تلك الدعوة بالموافقة بالإجماع من قبل المجتمعين, ومن بين هؤلاء المجتمعين وفد الجمهورية الفرنسية التي كانت بلاده قد تقدمت بطلب استضافة الاجتماع في فرنسا, وقد ترجمت الموافقة على استضافة الاجتماع في المملكة دون سائر الدول الأخرى في مجموعة العشرين .