يوم الجمعة الماضي احتفلنا بالذكرى الحادية والثمانين لتوحيد بلادنا الحبيبة، ذلك التوحيد الذي جلب لنا معه الأمن والاستقرار والسعة في العيش، مما هو غاية ما يسعى إليه الإنسان في هذه الحياة. حتى أن الله سبحانه حين ذكر قريش بنعمته عليهم، ذكرهم بما كانوا عليه من خوف وجوع وما أصبحوا فيه من أمن وغنى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). فالحمد لله رب العالمين الذي أمدنا بنعمة منه بحال أفضل من حال أجدادنا الذين عاشوا قرونا يعانون الضنك والمشقة والفزع والقلق الدائبين. لكن هذه الحقيقة يجهلها الكثير من أولادنا، وكم آسفني، وأنا أشاهد مقطع فيديو لعدد من الشباب يتجولون بسياراتهم احتفالا باليوم الوطني، أنهم عندما استوقفهم مقدم أحد البرامج ليسألهم عن معنى اليوم الوطني ولم يحتفلون به؟ ارتبكوا في ردودهم وفشلوا في تقديم الإجابة الصحيحة باستثناء واحد منهم فقط!! رغم أن عددهم كان يزيد على عشرة، أي أن نسبة الذين يعرفون معنى اليوم الوطني من شبابنا لا تبلغ (10%)!!. من المسؤول عن هذه النتيجة المخجلة؟، أهم الشباب نفسهم أم نحن؟. نحن الذين لم نقدم لهم ما ينمي معرفتهم عن مفهوم اليوم الوطني وتركناهم يحتفلون به حسب فهمهم، وقد فهموا اليوم الوطني على أنه يوم إجازة وكسل وبقاء في الفراش سحابة النهار، وفي المساء رقص وطبل وتجوال بالسيارات في الطرقات مع ترديد اسم الوطن ورفع العلم. أما لم الاحتفاء بذلك؟ وما قيمة هذا اليوم؟ فلا تسلهم. أجد أننا في حاجة إلى تنظيم أفضل لاحتفالاتنا باليوم الوطني، نحن في حاجة إلى برامج احتفالية تؤكد جمال الوحدة الوطنية وتنص على حاجتنا إلى التخلي عن الخلافات المذهبية والانتماءات القبلية أو الجغرافية لنحافظ على هذه النعمة التي جلبت لنا الخير والهناءة. ونحن في حاجة إلى برامج تذكر الناس بما كان عليه حال الوطن من تقاتل وفزع رافقه فقر وتخلف حضاري، وما تحقق له الآن من سلم ونهضة. وإلى برامج تحي ذكر الرواد الذين كان لهم دور بارز في تشييد وحدة الوطن وتماسك أطرافه، وذكر الرموز الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل هذه الغاية. هذا يعني أن لا تكون برامج الاحتفال مجرد عرضة وصخب وانفلات في الطرقات أو انقطاع عن الدراسة أو العمل، نحن في حاجة إلى برامج تدعم الغاية من الاحتفال باليوم الوطني مثل عرض مسرحيات وأفلام وثائقية في ميادين الاحتفالات المفتوحة تتضمن أحداثا تاريخية ترتبط بنشوء المملكة وتوحيد أطرافها. ومثل إقامة ركن للراوي الذي يجلس ليسرد على الجماهير، في أماكن الاحتفالات العامة ما خلده التاريخ من الملاحم البطولية التي رافقت قصة توحيد البلاد، (وذلك على شكل ما كان يحدث في المقاهي الشعبية)، وفي المدارس والجامعات حكومية وأهلية. نحن في حاجة إلى أن يكون اليوم كله وليس جزءا من وقت الحصة أو المحاضرة مكرسا للتعريف بمعنى الوحدة الوطنية وكيف يمكن الحفاظ عليها وتجنب أسباب تقويضها، والمدارس غير العربية ليست مستثناة من هذا، طالما أننا سمحنا أن يلتحق أولادنا بها. فالغاية القصوى من الاحتفال هي أن يستشعر الجميع كبارا وصغارا جمال الوحدة الوطنية وأثرها في تحقيق الحياة السعيدة، وقبح الفرقة والانشقاق وما يصحبهما من التعاسة والشقاء. جعل الله كل أيامكم محبة وإخاء. فاكس: 4555382 1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة