فاجأ الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس اليمنيين بعودته إلى البلاد، بعد غياب عن بلاده دام ثلاثة أشهر، بالتزامن مع ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من مائة شخص في مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري وأفراد الجيش المنشق اندلعت الأحد الماضي. في حين، دعت الولاياتالمتحدة أمس، الرئيس اليمني إلى التنحي عن السلطة، إثر عودته إلى بلاده، بحسب المبادرة الخليجية. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية في واشنطن فيكتوريا نولند قولها: «سواء كان الرئيس صالح في البلاد أو خارجها، يمكنه أن يحقق ذلك من خلال التوقيع على هذا الاتفاق، والتنحي عن السلطة». إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول أسباب عودة الرئيس صالح، إذ أفاد مصدر مطلع أن الرئيس صالح ألتقى باللجنة العليا للدفاع والأمن ووقف على آخر ما توصلت إليه لجنة التحقيق في حادثة اغتياله التي وقعت في مسجد النهدين في ال4 من يونيو الماضي وغيبته عن المشهد السياسي اليمني لفترة طويلة، مرجحا أن يعلن عن أسماء المتهمين بمحاولة اغتياله في الساعات المقبلة. وبينما ذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس سيلتقي بالقيادات السياسية في حزبه وسيعلن تنحيه وسيغادر البلاد بصحبة أسرته وأبنائه بعد حصوله على ضمانات بعدم محاكمته، نفى رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب الحاكم في اليمن طارق الشامي في حديثه ل «عكاظ» تنحي الرئيس صالح، موضحا بأن هناك ضغوطات لإيقاف إعلان نتائج التحقيقات في حادثة محاولة اغتيال الرئيس في ال4 من يونيو الماضي. ميدانيا، قالت المعارضة اليمنية إن اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، ومسلحي القبائل المنشقة أسفرت أمس، عن مقتل 18 شخصا وإصابة 56 في الحصبة شمالي صنعاء. في المقابل، اتهم مصدر أمني يمني مسؤول العناصر التابعة للواء على محسن صالح وأولاد الأحمر وحزب الإصلاح بعدم الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار الذي وجه به الرئيس اليمني، والذي طلب من كل الأطراف السياسية والأجهزة العسكرية والأمنية في السلطة والمعارضة الالتزام بها حقنا للدماء وحفاظا على أرواح اليمنيين وحماية للأمن، واللجوء للحوار.