لم يشفع الموقع المميز والأرض الخصبة لهجرة الغوبية لتزويدها بالخدمات المختلفة وتنفيذ المشاريع التنموية، ما جعل الأهالي يعيشون حياة بسيطة تفتقر لأدنى المقومات الأساسية. ولعل افتتاح مركز صحي وتنفيذ مشروع لتوفير المياه المحلاة من أبرز مطالب ستة آلاف نسمة يقطنون الهجرة، ويحلمون بتحويلها إلى مدينة تضم كافة الخدمات والمشاريع نظرا لعدد سكانها المرتفع. يقول رئيس مركز هجرة الغويبة فيصل بن عبدالله بن شريم «تتميز هجرة الغوبية بأرضها الخصبة التي تستخدم في زراعة الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى الأرز والتمور ذات الأنواع المختلفة، وبالرغم من ذلك يعاني أهالي هجرة الغوبية من نقص في معظم الخدمات الأساسية وانعدام المشاريع التنموية التي في حالة وجودها ستحدث نقلة نوعية وحضارية في الهجرة وستدفع بها إلى التقدم». وأضاف، يتعلق الأهالي بهجرة الغوبية ومن المستحيل أن يتركوا منازلهم، حتى مع انعدام المشاريع الحضارية والخدمات الأساسية المفترض وجودها في الغوبية، مشيرا إلى أن عدد سكان الهجرة المرتفع يحتم تنفيذ مشاريع للصرف الصحي وشبكات لتغذية المنازل بالمياه المحلاة وسفلتة ورصف وإنارة وتشجير الطرقات. واعتبر أن مشروع إيصال المياه للمنازل من أهم المشاريع التي يطالب الأهالي بتنفيذها، خاصة مع الخسائر المالية التي تكبدوها نظير جلب المياه عن طريق الصهاريج التي يغالي ملاكها في الأسعار. وطالب الجهات المعنية بالعمل على افتتاح فروع لبعض الدوائر الحكومية كالشرطة، الدفاع المدني، الإسعاف، مكتب للضمان الاجتماعي، كتابة العدل، والبريد، خاصة مع تخصيص الأراضي المعدة لإقامة هذه الفروع عليها، لافتا إلى أن سكان الهجرة يفوق عددهم نظراءهم في العديد من المدن، لذا يأمل بتحويل الهجرة إلى مدينة تضم كافة الخدمات والمشاريع المختلفة. واشتكى سالم المري من عدم توافر خدمات صحية وطبية في المركز الصحي التابع للهجرة، خاصة أنه لا يعمل فيه سوى طبيب واحد وممرضة واحدة، لا يستطيعون تقديم الخدمات بالشكل المرضي للمرضى والمراجعين، مشيرا إلى أن مبنى المركز المستأجر لايصلح ليكون مقرا لمركز صحي كونه قديم ومتهالك وبحاجة ماسة إلى الصيانة الدورية. وأضاف : يضطر المرضى السفر إلى مستشفيات الهفوف في الفترة المسائية لانتهاء العمل في المركز الصحي التابع للقرية. وتخوف من انتشار الأمراض الوبائية بين أهالي القرية بسبب المستنقعات التي ساهمت في تكاثر الحشرات الضارة والبعوض، بالإضافة إلى وجود محرقة جوار الهجرة تنفث الدخان في سماء الغوبية؛ ما تسبب في إصابة العديد من كبار السن والأطفال بالأمراض الصدرية وأدى إلى نفوق الكثير من المواشي، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على نقل المحرقة إلى موقع بعيد عن منازل الهجرة. وتساءل علي محمد عن الأسباب التي منعت تنفيذ المشاريع التنموية في القرية التي تضم ستة آلاف نسمة، حيث إنهم لايستطيعون ترك الهجرة والانتقال من منازلهم إلى مواقع أخرى تضم مختلف الخدمات الأساسية.