مواكب تطوف الشوارع، وإيذاء لمشاعر المارة عائلات وأفرادا، ضوضاء عارمة لا تخلو من سلوكيات خاطئة خارجة عن المألوف، وفي أحيان يصل الأمر تجاوزات تؤذي الجميع، بمن فيهم رجال الأمن المنتشرون في الميدان. وبين هذا الكم الهائل من التجاوزات، يتبادر إلى الذهن استفهام محير لكل عقل نير .. هل هذه الظواهر السلبية رمز لاحتفالاتنا وتأكيد على الوطنية؟. إن ما يدفع الشباب للتصرف على هذا النحو الذي يعكس صورة غير حقيقية عن ما تربينا عليه، يؤكد أن حلقة مفقودة تقف وراء هذه التصرفات التي ينتهجها الشباب للتعبير عن الوطنية، ولا نغفل هنا أن للسن دوره والمراهقة أيضا تلعب دورها وتدفع لأمور ربما لا يرضى عنها المتصرف لو كانت حيال أسرته أو قريبا من منزله. ومن وجهة نظري فإن الحلقة المفقودة تتمثل في قطاعات حكومية وأخرى أهلية ربما قصرت في تأدية دورها كما ينبغي، إذ يتوجب فتح الملاعب الرياضية والمنشآت ذات المساحات الكبيرة لاستيعاب الشباب، ومن ثم تمكينهم من استغلال طاقاتهم في الاحتفال بيوم الوطن في دوائر منضبطة لا يتضرر منها أحد وفي أطر لا تخرج عن الأدب العام. ويبقى القطاع الخاص جزءا من الحلقة المفقودة، إذ أن إعراضه عن المشاركة في المهرجانات الوطنية الموسمية، وفق ما أعلنت عنه أمانات محافظات خلال فترة الصيف، سبب في ما يحدث في الطرقات إبان أي احتفال وطني، فالواجب على ملاك القطاعات الخاصة وهم أولئك الذين اتخذوا من أرض الوطن محطة لمشاريعهم، أن يسهموا في توفير منشآت تخص الاحتفالات الوطنية والأعياد الدينية، إذ أن ذلك واجب وطني وحق مشروع لوطنهم تجاههم. باتجاه الوطن قالوا : البيت الحرام .. قلت : أرضي قالوا : الشرع الإمام .. قلت : أرضي قالوا : الحب السلام .. قلت : أرضي قالوا : في مدحك نزود .. قلت : يفداها الحسود ما على هالأرض .. أرض مثل أرضي. [email protected]